ثلث الوفيات الناجمة عن حوادث السير في أنحاء العالم وفقا لتقرير حديث صادر عن منظمة الصحة العالمية سببها السرعة الزائدة أو غير الملائمة على الطرق. في حضرموت شرقي اليمن بلغ عدد الوفيات الناجمة عن حوادث السير المترددة على هيئة مستشفى سيئون 103 بينها 66 وفاة خلال 2020م. ووفقا لتقرير نشرته وكالة سبأ الحكومية فقد تجاوزت حالات الإصابة نحو ألف حالة تركزت معظمها في حوادث السير بـ 691 إصابة. حنان طفلة في الـ 12 عاما تسببت القيادة الجنونية لشاب عشريني في ارتطامها بسيارته أثناء عودتها من البقالة القريبة من منزلها بسيئون. الحادث تسبب لحنان بعاهة شبه مستديمة في إحدى رجليها وسط نظرة مستقبلية قاصرة من المجتمع تجاه الإناث التي تصاب بمثل هذه الإصابات. في السياق يقول الناشط الحقوقي مجدي بن حاتم: إن ما يشهده وادي حضرموت من حوادث مرورية تسببت في وفاة الكثير من الشباب في مقتبل العمر يعود إلى السرعة الجنونية لقيادة المركبات وصغر سن السائق للمركبة الذي لا يقدر أن يتمالك السيطرة على القيادة للمركبات. عاقل حي أحد سيئون وسط حضرموت حسن باحشوان يشير إلى إن الجانب الأخطر في حوادث السير قيادة الدراجات النارية من قبل أطفال تتراوح أعمارهم ما بين الـ 13-17سنة.
معاناة مستمرة
ويقول أحد أقارب الطفلة حنان أنهم أنفقوا قرابة 5 آلاف دولار على مدار عام كامل بين مستشفيات سيئون وصنعاء والقاهرة بجمهورية مصر للحصول على علاج حنان، ورغم ذلك مازالت تمشي متعرجة. وأردف قائلا: حنان من أسرة تعيش ظروف اقتصادية صعبة وضاعفت الأزمة التي تمر بها البلاد من معاناتها. وأشار قريب حنان إلى أن الطفلة عانت على مدار العام من تحمل ألم جلسات العلاج ناهيك عن سوء التعامل الطبي داخل اليمن والذي دفعهم بعد ذلك لنقلها للعلاج بالخارج. وساعد إجراء تدخل علاجي للطفلة حنان بالقاهرة في تدفق الدم إلى شريان كف رجلها بعد أن وضع الأطباء باليمن خيار بتر الكف إذا استمر عدم تدفق الدم إليه.
إجراءات وحقوق
هناك حقوق للطفل سنتها القوانين اعتبرها الشخصية الاجتماعية بسيئون جعفر ربيع بن عبيدالله تهدف إلى توفير متطلبات تربية الطفل من أجل ضمان تنشئته بطريقة سليمة وحمايته من المخاطر التي لا يدركها في سنين عمره الأولى.
إلى ذلك قال رئيس هيئة مستشفى سيئون الدكتور أنيس عيديد أن 217 طفلًا وصلوا إلى الهيئة بين وفاة وإصابة خلال النصف الأول من العام 2020م. ودعا عيديد المواطنين إلى التقيد بإجراءات السلامة وتجنب السرعة الزائدة أثناء قيادة المركبات ومنع صغار السن من القيادة حفاظًا على سلامتهم وسلامة المارة. وتأتي مناشدات رئيس هيئة مستشفى سيئون بعد انتشار قيادة الأطفال للدراجات النارية ووقوعهم ضحايا لحوادث السير أو تسببهم في وقوعها.
مسؤولية ذات أولوية
وظهرت في السنوات الأخيرة ظاهرة إهداء أولياء الأمور الدرجات النارية لأبنائهم نظير تحقيقهم مراكز متقدمة في التحصيل العلمي أو نجاحهم في تجاوز المرحلة الأساسية، علاوة على ذلك قيام الأطفال بالعمل في المزارع بالأجر اليومي لتوفير قيمة شراء الدراجات النارية وسط جهل لقواعد السير والتقيد بها أو لبس أدوات السلامة أثناء القيادة كالخوذة التي تحمي الرأس. الناشط الإعلامي خميس مطينقا أشار إلى أن المسؤولية تقع على المسؤولين ووجهاء المجتمع كونهم القدوة، وعدم إعطاء أولادهم السيارات والذي يشير الواقع عكس ذلك من خلال محاولة البعض تبرئة ابناءهم عند تسببهم في حادث مستغلين سلطاتهم حد قوله. غير بعيد من حديث مطينقا يلفت المواطن عبدالرحمن باسلامة أن قيادة صغار السن للسيارات والدراجات النارية تعتبر عملية انتحارية المتسبب الأول فيها رب الأسرة، موجها عتابه لشرطي المرور الذي قال إنه يفترض منه حجز الطفل ومركبته واتخاذ الإجراءات القانونية تجاهه. وتبقى مثل هذه القضايا بحاجة لتظافر الجهود لما تمثله من أهمية مشتركة بين السلطات المحلية والمواطنين على حد سواء. ” تم إنتاج هذه المادة من قبل شبكة إعلاميون من أجل طفولة آمنة التي يديرها مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي وبتمويل من اليونيسف (منظمة الطفولة)”.