فاطمة … حقوق غائبة
المهرة | أبرار محمد حيدان :
ماذا لو انك استيقظت من نومك ذات صباح لتجد نفسك دون يدين هل ستبد الحياة مستحيلة من وجهة نظرك
إذا كنت ستجيب بـ نعم فدعني اخبرك أن قراءتك لهذه القصة قد تغير في ملامح الصورة لديك
تقطن فاطمة عبد الخالق – 20 عاما احدى محافظات اليمن لا تستطيع هذه الفتاة استخدام يديها منذ الولادة لكن لها مخيلة واسعة كما يقول المحيطين بها مكنتها من أن تجد بديلا لأصابع اليدين
“لم تتمكن فاطمة من الالتحاق بالمدرسة لعدم مقدرتها الجلوس على كرسي ثابت او متحرك لكنها استطاعت تمرين أصابع قدميها على الإمساك بريشة الرسم الى جانب الكتابة العربية والانجليزية” تقول شقيقتها نور
“كانت البداية في العام 2017 حين تعرف الناس الى فاطمة من خلال لوحاتها التي عرضت في مسابقة نظمتها مدرسة سمية للبنات الواقعة بالقرب من مقر اقامتها” تضيف نور
في حين يردف محمد مرزوق أبو جابر مدير مركز المعاقين في المحافظة بالقول في تصريح لمشاقر : “كانت تلك المسابقة بداية الطريق التي قادت فاطمة الى مركز المحافظة للمشاركة في المسابقة السنوية الكبرى للرسم التي تنظمها السلطة المحلية والتي حصدت فيها المركز الأول وتم تكريمها من قبل محافظ المحافظة حينها راجح باكريت
ترفض فاطمة الظهور والتصريح للصحافة وهذا ماحدث معنا أيضا لكن شقيقتها أوضحت أن فاطمة “تحتاج الى الدعم والتاهيل النفسي كي تتمكن من مقابلة الآخرين”
يعمل مركز المعاقين في المحافظة بحسب مديره مرزوق من اجل ان تحظى فاطمة بحقها في التعليم عن طريق توفير معلمين لها في المنزل “نحن حاليا نجري تواصلا مع اسرتها لتوفير معلمين يقومون بتعليمها في المنزل”
ويقول عبد الخالق صانون وهو والد الفتاة “المدارس الحكومية مزدحمة وفاطمه تبغى لها جو مهيأ لانها لا تستطيع الجلوس على الكرسي او المقعد المدولب لاكثر من ساعة “
لوحات فاطمة التشكيلية هي اول شيئ يقابلك عند دخولك مركز تأهيل المعاقين في المحافظة
ويقول مدير المركز مشيرا للوحات المعلقة على الجدران كثيرا مايتوقف بعض الزوار هنا لمشاهدة لوحاتها ويضيف: “الجميع يشاهدون لوحاتها باعجاب “
في الطريق الى مركز “المعاقين” قال سعيد -25عاما “شخصيا ادعم حق فاطمة في الحصول على الدعم النفسي وانا معجب بلوحاتها الفنية” وفي المركز كشف لنا المدير، أن المركز يعد لانشاء معرض خاص للوحات فاطمة تدعا اليه شخصيات كبرى الى جانب فتحه لعموم الزوار “كنا على وشك تنظيم المعرض لولا إجراءات الحجر الناتجة عن انتشار فيروس كوفيد-19 لكن الأجواء تحسنت الان ونحن نعمل من اجل ان يفتح المعرض ابوابه في قادم الأيام”.
مديرة تنمية المرأة في مديرية المسيلة سهام العامري أوضحت من جانبها بالقول (كوني مديرة التنمية بالمديرية يتوجب علينا أن نقدم كافة التسهيلات الممكنة لـ فاطمة وتشجيعها على مواصلة موهبتها، وسبق أن قمت بزيارتها في بيتها وأتضح لي أنها فتاة خجولة لدرجة أنها لم تتحدث معي كثيرا)
حديث سهام قادنا الى البحث في كيفية وإمكانية تقديم الدعم النفسي لهذه الفتاة التي تعيش في عزلة طويلة بغرض إيجاد طريق للسير في اتجاه دمجها في المجتمع فتوجهنا الى مريم باقرف وهي اخصائية اجتماعية التي بينت أن ” نظرة المجتمع الإيجابية يجب ان تصل الى فاطمة وهذا سيحدث بطريقة افضل حين تعيش ذلك بشكل مباشر مع الناس وفي اوساطهم”
وتضيف ” يجب ان تخرج هذه الفتاة من عزلتها ولو بشكل متدرج على سبيل المثال : بين الاهل والاقارب أولا ثم تتسع الدائرة اكثر فاكثر”
ومرة أخرى تفيد الشقيقة نور بالقول إن فاطمة ” تود الاستمرار في الرسم والتطور اكثر لكن المشكلة التي تواجهنا تتعلق بتوفير الأدوات كـ اللوحات والألوان الزيتية غير المتوفرة في المكتبات القريبة اذا لابد من جلبها من محافظات أخرى”
الدكتورعمر مبارك بامير – أستشاري نفسي في المستشفى العام و مركز الأورام في المدينة
“يظن الكثير من الناس أن الاعاقات الحركية عيبا أو قصرا يخجل منه أمام الناس،لكن ذلك غير صائب وفي حالة فاطمة لابد من مساعدتها في اتجاه:
قدم لنا خلال لقائنا به بعض الارشادات التي وصفها بالضرورية في الحالات المشابهة لوضع فاطمة.
يقول بامير: “يظن الكثير من الناس أن الاعاقات الحركية عيبا أو قصرا يخجل منه أمام الناس،لكن ذلك غير صائب وفي حالة فاطمة لابد من مساعدتها في اتجاه:
تقبلها ذاتها بأمكانياتها وقدراتها،وأن تتقبل صورتها وعندما يحدث هذا ستعيش بوضع نفسي افضل”
وحول كيفية حدوث ذلك أضاف بامير بالقول:”
لابد من مساعدتها والدفع بها صوب استغلال الفرص والمناسبات التي تمكنها من تقديم ابداعاتها للجمهور مثل الدخول في مسابقات أو أنشطة أ وفعاليات لان ذلك سيساعدها في تنامي ثقتها بنفسها وابداعها وتقبل المجتمع لها ولاعمالها” وحول سؤالنا له: مالذي يمكن ان يقدمه مختصون نفسيون بهذا الشأن: رد بانه مستعد لاستقبالها في جلسات تأهيل نفسي مجانية”
وبالعودة الى مديرة تنمية المرأة سهام العامري أوضحت أنها تعمل في اتجاه الدعم النفسي لـ فاطمة بما هو متاح مشيرة ” طلبت من فاطمة “رسم شعار لـ جمعية المرأة الساحلية مايساهم في ابراز موهبتها خلال فعاليات حفل إشهار الجمعية واعتقد انها ستكون فرصة جيدة لاخراجها الى المساحة الاوسع والظهور امام المجتمع “
في الشارع عبرت نور -30 عاما مواطنة عن رؤيتها حول الموضوع بالقول: إن السير وجهة إيصال الدعم النفسي لفاطمة امر جيد لكن ذلك لايعني كما تقول ان نتوقف هنا” مش فاطمة الوحيدة كمان في اخرين محتاجين الوصول اليهم والتحرك بشكل أوسع من اجلهم جميعا”