فرحة العيد المنسية في مخيم “أذخاره” تعز
تعز – سحر محمد :
ها هو العيد الخامس يمر علي الطفل عمار ذو الخمسة اعوام وما زال لا يعرف كيف يبدو شكل العيد في منزل ، فمنذ ان رأي النور لم يجد نفسة سوي في خيمة قماشية تنال منها ظروف المناخ المتطرفة بين الحينة والأخرى. لم يكن المنزل فقط هو ما لا يعرفه عمار والذي بدأ بالتلاشي من ذاكرة بقية الأطفال ومن أمال سكان المخيم، لكن العيد هو الاخر ليس الا كلمة لا يعرف عنها عمار و بقية الأطفال شيئا، فلا شيء يتجدد سوي البؤس و مرارة النزوح.
العيد الأسواء منذ النزوح
مخيم اذخار ة في وادي البركاني جنوب تعز، يضم اكثر من 52 اسرة وما يتجاوز 200 فرد غالبيتهم من الأطفال و النساء نزحت من مناطق خط النار في اطراف المدينة ، فقد البعض منازلهم جراء الحرب الدائرة , و فقد الأكثر أملهم في العودة في ضل تجدد الاشتباكات في مناطق خط النار. ترافق العيد هذا العام مع منخفض جوي ادي الي هطول امطار غزيرة و متكررة زادت من معاناه اكثر سكان المخيم ، تقول الحجة ام عبد الله ” خيمتي أصبحت شبة منتهية و انا امرأة عجور ووحيدة و لا اقوي علي إصلاحها ، ” . تتابع ام عبد االله بصوت محروق” كنت املك الماشية قبل ان افر من منزلي و ها هو عيد الأضحى يأتي علي و كل ما املكه دقيق بللته الامطار المتواصلة”.
لم تكن خيمة ام عبد الله وحدها من تهالكت فاكثر من نصف سكان المخيم تهاوت خيامهم بفعل الشمس و الامطار. فمخيمات النازحين خيم هشة وعشوائية لا تتوافق مع معايير اسفير الدولية ، يقول الأستاذ منير الصباري مسؤول المفوضية لشؤون اللاجئين في صنعاء في لـ” مشاقر ” ” في اليمن يوجد اكثر من 2000 مخيم معظمها تنشئ من غير تخطيط و تُعد تجمعات يتم انشاؤها من قبل النازح بمساعدة من المنضمات الداعمة ” .
مر العيد علي أطفال المخيم مثل اي يوم في العام ، لم يستطع سوي 10% من أطفال المخيم الحصول علي كسوة جديدة تمكن اهاليهم من توفيرها بصعوبة بالغه ، يقول أبو محمد ” بعت اضحيتي التي كنت انوي ان اضحي بها هذا العيد حتي أتمكن من توفير كسوة لأطفالي “
اما الطفل عمر والذي يعاني من طفح جلدي ينتشر في جسده الصغير فيقول والدة ” لا املك تكلفه العلاج و السفر بابني الي اقرب مركز صحي في المديرية فضلا عن ان اشتري له كسوة عيد”
لم يتلقى المخيم أي دعم هذا العيد بحسب ما اكد النازح عبدالله أيوب و الذي وصف أوضاع النازحين ” وضعنا صفر” ، يضيف أيوب” هذا العيد هو الأسواء علي الاطلاق ، لم يتم استهدافنا بكسوة او اضحية و لم نلتقي أي دعم بعكس بقيه المخيمات المجاورة لنا ، نحن منسيون!”.
ازمة كورونا تعصف بالمخيم
لم تصل كورونا الي مخيم أذخاره و لكن وصلت اثارها السلبية زادت من معاناة أهالي المخيم ، فقد الكثير ممن يعيلون اهاليهم في المخيمات اشغالهم نتيجة الاغلاقات التي طالت المصانع القريبة من المخيم ، يقول إسماعيل ” لو لا كورونا لكنت استطيعت ان اوفر كسوة لأطفالي و لا انتظر فتات المساعدات التي لن تأتي “
لجأ اغلب أطفال المخيم الذين نسي معظمهم معني الطفولة و معني العيد الي العمل في حقول القات المجاورة للمخيم بأجور زهيدة لا تتجاوز الدولار الواحد ليتمكنوا من سد رمق حاجة اسرهم . فالعيد في المخيم ليس سوي كلمة يسمع عنها هؤلاء الأطفال و لسان حالهم يقول وباي حال عدت يا عيدُ !