fbpx

مسك وزمزم تحت سقف (التعايش)

تعز – سميرة عبداللطيف

تعيشان في منزل واحد، رغم ان ملامحهن لا تشي بصلة قرابة ، كما أن لون بشرتيهما لا يوحي بنسب مشترك والسؤال ما لذي يجمع هاتين المرأتين في بيت واحد ؟

استطاعت  (زمزم) و(مسك) أن تكسرا حاجزاً صلبا في مجتمع يكرس التمييز على أساس العرق واللون منذ زمن طويل.

تقول مسك( مهمشة )” انا وزمزم (قبيليه)” ناكل ونشرب من نفس الاناء، ونتبادل الملابس، ونتشارك الأفراح و الأحزان، ونعمل معاً “

ساعدت الطبيعة القبلية المتوارَثة في اليمن على فرز تراتبية اجتماعية على أساس من العرق، والمهنة، والملْكية، فقد كان لها أثر كبير في إزاحة فئة المهمشين إلى أدنى هوامش الحياة زاد في ذلك التعقيدات التي رافقت التحولات السياسية والاجتماعية، وآخرها الحرب الدائرة عليه منذ 2014 وبسبب الاضطرابات السياسية المزمنة، اهتم اليمنيون بتسيير شؤون حياتهم بعيداً عن البحث في أسباب اختلال علاقاتهم أو التقاط إمكانات انتظامها لكن مسك وزمزم استطاعتا ان تشكلان علاقات من فئة لا مسمى لها في المجتمع .

تروي مسك سعيد خريجة اللغة العربية، وإحدى الناشطات الحقوقيات كيف التقت بـ زمزم الحجي التي تنتمي لـ( قبائل) محافظة حجة شمال غرب اليمن وكيف عاشتا معاً.

بعينين توحيان بالكثير من الانسانية، وبلهجتها التي تُنم عن الثقافة والعلم تستذكر مسك رائحة الماضي لتعود بنا بكلماتها إلى قبل ستة عوام حيث كانت بداية تعارفهما قائلةً” تلقيتُ نداء إستغاثة من إحدى صديقاتي على الفيس بوك، وعندما ذهبت لمشاهدة الوضع المأساوي لديهم في منطقة الضبوعة السفلية ،وصلني نبأ حدوث اشتباكات في الطريق الذي سأمر منه ، حينها لم يكن هناك امامي خياراً سوى البقاء وانتظار ماذا سيحدث “.

كانت عودة  مسك آنذاك أشبه بالمجازفة بالحياة، خاصة أن الأوضاع الأمنية  كانت عاصفة و المخاطر تطال الجميع.

 مسك التي قررت البقاء تلك الليلة لم تكن تعلم أن بقائها قد يتجاوز الشهور والسنين حسب قولها؛ فقد مضى على وجودها في هذا المكان ستة أعوام .

فكرة وحياة

” لابد ان تستجيب لكل ما حولك فالحياة لا تعنى بمكان معين”

تستكمل (مسك) حديثها لنا بعد أن طال بقائها في منزل صديقتها الفيسبوكية:  ” بدأت التعرف على أبناء المنطقة ولفت انتباهي هناك التنوع السكاني من القبائل والمهمشين ، ففكرت على استغلال فرصة وجودي هنا بعمل محاضرات توعوية تسهم في تنمية فكرة التعايش المشترك بين الفئتين والتركيز على أسباب تقبل الآخر “

 يرى نعمان الحذيفي احد ابناء( المهمشين ) ورئيس اتحاد المهمشين” ان قيمة التعايش والقبول بالأخر هي قيمه دينيه وأخلاقية وإنسانية والمجتمعات المتشظية اجتماعيا فئويا عرقيا سلاليا لا يمكن أن تتحقق فيها عوامل الأمن والاستقرار والسلام و من هنا تأتي أهمية التعايش بين المهمشين والقبائل وبقية المكونات الاجتماعية للمجتمع اليمني “.

مع هذا لم تقف تلك العوائق المجتمعية حاجزاً أمام علاقة (مسك) بـ(زمزم)؛ بنبرتن حنونه تكمل مسك قائلة “لم تستطع تلك الجموع المغطاة بالجلابيب السوداء من النساء اخفاء جمال ابنة مدينة حجة (زمزم) التي بادرت بالتحدث معي في احد محاضراتي التوعوية عن مدى إعجابها بشخصيتي و دعوتي بالحضور إلى منزلها لتناول وجبة الغداء” .

حينها نظرت إلى زمزم (القبيلية) تلك المرأة ذات البشرة البيضاء ويديها التي تنشغل بوضع العديد من الأطباق الشهية امامي لم اكن استطيع إخفاء إعجابي بكرم أخلاقها، وهي ترحب بوجودي وتؤكد بابتسامة لطيفة على حديث مسك بقولها “نعم فذلك كان اللقاء الأول بيننا (زمزم ومسك )”

بعد فترة من التعارف تلقت مسك دعوة من زمزم وزوجها للعيش معهما في المنزل مع اطفالهم ليشكلوا عائلة معا تقول مسك ً” حتى بعد ان استقريت في المنطقة لما ابتعد عن زمزم بل عشنا بنفس المنزل لكن بطوابق منفصله” .

تعايش رغم انف العوائق

برغم من مرور أكثر من 50عاماً على إلغاء  “الثورة اليمنية “لجميع صور التمييز بين فئات المجتمع بقرار جمهوري،  إلا أنها لاتزال واضحة في حياة اليمنيين.

حين سألت زمزم عن الدافع الذي جعلها تحتوي مسك المهمشة في منزلها، ردت على تساؤلي بقولها : “لمست انا وزوجي فيها الاختلاف عن البقية ، وربما يكون في البداية الدافع انسانياً، أما الآن فقد اصبحت مسك جزءاً من عائلتي، ولا استطيع التخلي عنها”.

زمزم الحجي ذات الاربعين عاماً هي احد ابناء( القبائل) التي تنتمي لمحافظة حجة وهي زوجة وام لعدة ابناء

تضيف مسك لحديث زمزم بأن علاقتهم استثنائية فزمزم هي امها واختها وصديقتها.

يرى عيبان السامعي الباحث الاجتماعي وعضو في مؤتمر الحوار الوطني من ابناء (القبائل ) ” بأن الاعراف والعادات اليمنية  لعبت دورا كبيرا في ترسيخ فكرة عدم اختلاط المهمشين والقبائل.. مضيفاً بأن بعض الاعراف اليمنية تأخذ طريقها بأن تكون دساتير مسلماً بها مع مرور الوقت”

يرجع رئيس اتحاد المهمشين نعمان الحذيفي” ان عملية دمج المهمشين مع بقية فئات المجتمع اليمني ليس فقط مع القبائل الى اسباب عديدة منها ما هو تاريخي وثقافي وقانوني وسياسي ناهيك عن طبيعة التركيبة الاجتماعية القائمة في المجتمع على الأساس القبلي والسلالي والمناطقي إلى جانب حالة الاستسلام والقبول بالدونية لدي فئة المهمشين أنفسهم كل ذلك يمنع دمجهم بالمجتمع”.

 ما ينسجه المجتمع القبلي من اعتقاداته عن المهمشين وطبيعة المساكن في المحاوى( المحاوى :هو ما يطلق على اماكن اقامة المهمشين والذي، يتكون غالباً من الكرتون المقوّى وصفائح الزنك وقطع الأخشاب الصغيرة. أما مساحته فلا تزيد عن 6 إلى 9 أمتار مربعة، وهو غالباً لا يتضمن دورات مياه ملحقة به بالاضافة الى اختلاف العادات الاجتماعية ، وغياب الحامل السياسي لحق المهمشين .

أضافتنا الى تنوع اعمالهم كأعمال نظافة، وصرف صحي، وخياطي أحذية تلك المهن التي يأنف عن شغلها المنحدرون من أصول قبلية، حتى وإن كانوا من عائلات فقيرة .جميعها عوائق ساهمت أمام تطور هذه العلاقة(الاندماج)

ويؤكد من جانبه محمود البكاري استاذ علم الاجتماع “بأن المجتمع اليمني بحاجه الى  تطوير شامل  لكل فئات المجتمع بحيث تتمكن فئات المهمشين من الحصول على حقوقها الأساسية ولو بصوره تدريجيه على قدم المساواة مع بقية فئات المجتمع وفقا لقدراتهم ومؤهلاتهم”.

في الوقت الذي ينص به ِالدستور والقانون اليمني على حقوق المساواة بين الموطنين وحقوق المواطنة المتساوية يوكد المحامي مختار الوافي بان” المهمشون مواطنون يمنيون ولهم كافة الحقوق المكفولة في الدستور والقانون والتي نصت على ان جميع المواطنون متساوون في الحقوق والواجبات “.

من اجل مجتمع بلا مسميات

في الوقت الذي لا يوجد فيه قانون يمني محدد يميز فئة عن فئة أو يصف مجموعة معينة بالمهمشين تكمن مأساة المهمشين في أنهم لا يستطيعون التصرف كمواطنين أنداد لغيرهم بدون أن يُشهَر في وجوههم ذلك الوصف المهين: “خادم”.

استطاعت مسك ان تنخرط مع فئة القبائل بسهولة وان تنمي من خلال ما تحمله من جوانب إنسانية ووعي وثقافة، ورقي في تعاملها ومظهرها قيمة التعايش بين ابناء منطقة الضبوعة السفلية مؤكدة ذلك بقوله ” لا يتجرأ هنا احد على المناداة بلفظ (خادم ) فنحن نحارب الألفاظ العنصرية وتميزية الجارحة بيننا “

 في الوقت الذي يتسم مجتمع المهمّشين في بعض المناطق بالانغلاق أمام المجتمع القبلي على الرغم من خروجهم معظم النهار للعمل، وأحياناً لتوفير احتياجاتهم بالتسول، ولاسيما بالنسبة للنساء والأطفال، إلا أنهم لا يرحّبون بدخول القبليين إلى حيزهم الخاص: “المحوى”

تعقب مسك عن تخوفها بهذا الخصوص مشيره بقولها عن اختلاف منطقة الضبوعة السفلية عن العديد من المناطق التي تتواجد بها كثافة سكانية من المهمشين من ذوي البشرة السمراء فقط عبرت بذلك عن قلقها من تلك التجمعات بهيئة موحدة وبمكان محصور كأنهم منبوذين، فهم بهذا يكتسبون ويتعلمون من بعضهم البعض نفس العادات ونمط الحياة.

فيما يعد هذا الانغلاق بين (المهمشين ،والقبائل) قابل للاستثناء في حالة واحدة: رغبة أي فرد من الوسط القبلي بالاندماج الفعلي في مجتمع الهامش في مفارقة من هذا النوع، حدث أن استقبلت عشوائيات المهمشين في تعز حالات انزياح فردية لأشخاص من الوسط القبلي وعلى الرغم من كونها حالات تُعد على أصابع اليد، إلا، تتزايد محاولات، فردية أيضاً، من قبل مهمّشين للتقرب من المجتمع القبلي على الرغم من إدراكهم لصعوبة الاندماج فيه يحدث ذلك بدْءاً بالتعليم، والمشاركة وهذا يعني – بالتالي – تغيير في نمط الحياة، والعيش على تخوم الحد الفاصل بين متن المجتمع الكبير وهامشهم هم. بهذه الطريقة، خرج من مجتمع المهمشين معلِّمون، موظفون حكوميون، نشطاء مدنيون وشعراء.

يرى الحج (ع . ف)  احد ابناء( القبائل)  لمنطقة الضبوعة العلوية “علاقات القاپئل والمهمشين محدودة بخطوط لا نتجاوزها ” وبحد، تعبيره يمكن ان يُعلن القاپئل عن تعاطفهم مع المهمشين وقضاياهم، كما يمكن أن يختلطوا بهم اثناء العمل بالمنظمات الانسانية او اثناء تسلم الاغاثات يمكن أيضاً أن تنشأ علاقات شخصية ناتجة عن تشارك الموقف من التهميش، لكن بدون التجرؤ على المضي بالعلاقة إلى أبعد من ذلك

يشير محمود البكاري” ان اشكالية عمليه الدمج الاجتماعي لفئة المهمشين من حيث الزواج والعلاقات الاجتماعية ستظل قائمه ولن يستجيب المجتمع بسهوله وسرعه لذلك ستأخذ لها وقت طويل ولو ظلت قائمة ستكون اخف بكثير من استمرار التهميش من قبل المجتمع لهذه الفئة”

فيما يضيف مختار الوافي” على ضرورة سنّ قوانين تجرم التمييز على اساس النسب أو العرق او الوان”

يعتبر مطلع الألفية الثالثة  تحولاً فارقاً بالنسبة للمهمشين بسبب اهتمام المجتمع الدولي بتحسين وضعهم الإسكاني والتعليمي، وتمكينهم من الوظيفة العامة بدون تمييز. على إثر هذا الاهتمام الذي رافقته ضغوط دولية على الحكومة، برزت أصوات نشطاء مدنيين من المهمشين الذين انخرطوا في التعليم، وطوروا مهاراتهم الثقافية بجهود ذاتية.

يؤكد، (الحذيفي): ” أن مؤتمر الحوار الوطني الشامل هو الحدث السياسي التاريخي الذي كان للمهمشين حضور فيه، وقد سعينا من خلال تمثيلنا للمهمشين أن نضع بعضاً من الأسس القانونية التي كان يفترض أن يتم تضمينها لاحقاً في الدستور الجديد لدولة اليمن الاتحادية، بالإضافة إلى مجموعة القوانين والخطط التنموية الشاملة والتي جميعها تمثل الأساس المتين لدمج المهمشين من جهة، ومكافحة العنصرية في اليمن من جهة أخرى”.

في الوقت الذي تضمنت النسخة النهائية لوثيقة الحوار 11 نقطة، كموجهات دستورية وقانونية لمعالجة أوضاع المهمشين والتي تصب في سياق الاعتراف بحقهم في المواطنة المتساوية في جميع مناحي الحياة الاجتماعية والسياسية، بما في ذلك تمكينهم من الوظيفة العامة والوظائف العليا والالتحاق بالمؤسسات الأمنية والعسكرية بدون تمييز لكن قبل دخول تلك الوثيقة حيز التنفيذ، اندلعت الحرب التي لم تتوقف منذ ستة سنوات.

يشير عيبان السامعي “بأنه يجب على السلطات تبنى نتائج مؤتمر الحوار الوطني المركزة على إدماج مجتمعات المهمشين”.

فيما يرى الحذيفي ” بأن المجتمع المدني والاحزاب السياسية والسلطات المحلية قادره على أن تلعب دورا في ترسيخ قيم التعايش والاندماج الاجتماعي بين مختلف مكون النسيج الاجتماعي الا ان ذلك لم يحدث بشكل ملموس ومؤثر “

 يقول مسؤول دائرة الحقوق والحريات باشتراكي تعز فوزي العريقي “بأن الاحزاب تلعب دورا تنویریا في المجتمع، وتنص برامج الاحزاب علی مبدأ المواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات، وتناضل في سبیل تحقیق ذلك في الواقع وفي اوساط المجتمع الیمني مضيفاً بأن الحزب الاشتراكي یناضل من اجل تأسيس مجتمع مدني، قائم علی اساس المواطنة المتساوية”

فيما يتفق عيبان السامعي باحث اجتماعي وعضو في مؤتمر الحوار الوطني من ابناء القبائل ومسك سعيد من ابناء( المهمشين ) “على دور الحكومة في تنفيذ استراتيجية وطنية شاملة لتحسين الوصول إلى التعليم والصحة والسكن والخدمات العامة لمجتمعات المهمشين، وأن توفر فرصاً للتدريب الفني والمهني لتحسين فرص العمل لديهم، وإدراجهم ضمن المستفيدين من صندوق الرعاية الاجتماعية، وهذا من شأنه أن يسهم في تخفيف حدة الفقر المدقع في مجتمعات المهمشين.

مضيفين على ضرورة دعم المؤسسات المانحة والمنظمات الإنسانية -أيضا- أن تصر على إدراج المهمشين في البرامج التي تدعمها أو تنفذها في اليمن، واتخاذ خطوات ملموسة على أرض الواقع لضمان وصول برامج المساعدة الإنسانية والتنموية إلى مجتمعات المهمشين على سبيل المثال، من خلال التعاون مع منظمات المجتمع المدني التي تمثل المهمشين”

وعلى رغم غياب دور مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني في تنمية قيمة التعايش في منطقة الضبوعة السفلية استطاعت(مسك) أن تنشر الوعي في المنطقة من خلال قيامها بمحاضرات وندوات تعليمية وتنموية، وتشجيعها فئات المجتمع على تعليم وأهميته، بالإضافة إلى زيارتها العديد من مناطق المهمشين ،وتفيد (مسك) بأنها لمست تغييرا في منهج حياتهم وأسلوب عيشهم

.

ويضيف الحذيفي، بهذا الشأن “كان لدى اتحاد المهمشين خطة طموحة لدمج المهمشين، وأولى مراحل هذه الدمج يتطلب المبادرة بالعديد من الحلول من ضمنها بناء قدرات القيادة الشبابية المهمشة والكيانات القانونية التي تُعنى بالمهمشين، حيث تم إعداد خطة استراتيجية بمشاركة خبراء من البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة بصنعاء، إلا أن الظروف السياسية والحرب التي حلت باليمن مؤخرا جميعها حالت دون تنفيذ هذه الاستراتيجية، نظراً لغياب مصادر التمويل”

فيما يرى رئيس الحريات بالاشتراكي” على الزام المدارس بقبول المهمشين وتوفير كل سبل التعليم ، واشاعة وعي القبول بهم کجزء من المجتمع، وتعیین الخریجین منهم في مٶسسات الدولة وفقا لمؤهلاتهم الدراسية، وتبني حملة عامة هدفها تغییر الفکرة التي سادت منذ قرون حول المهمشين اعتبارهم جزء من المجتمع، والغاء ”المحاوي” وهی الابنیة العشوائية التي یختص بالعیش فیها المهمشون ، من خلال بناء منازل ثابتة لهم في کل المدن، کما حصل في صنعاء (مدینة سعوان)”

وحسب ما أفاد به رئيس اتحاد المهمشين الحذيفي “أنه ليس هناك احصائيات دقيقة لعدد المتعايشين مع فئة المهمشين والعكس، ولكن في كل الحالات فإن اجمالي مهمشو اليمن بحسب اخر احصائيات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات وفقاً لتعدد السكاني الاخير  فانهم  يمثلون 12% من سكان اليمن داخل إطار المجتمع  اليمني وإن كانوا يعيشون في مناطق معزولة إلا أنهم مختلطون في ممارسة حياتهم اليومية مع بقية المجتمع اليمني”

.

تختتم مسك وزمزم حديثهما “بتأكيد على وجود العديد من قصص الدمج في المنطقة، فهناك متزوجان من أبناء الفئتين، وهناك علاقات صداقة فيما بينهم، وهناك علاقات اخوة بالرضاعة بين مهمشات وقبائل، موكدة بهذا الشأن ان بناء الفئتين يتعياشون هنا بألفة وسلام”

مسك هي ابنة التاجر ( سعيد المقرمي) ذلك الرجل الذي سافر في صغره للعمل من اجل ان يمحو كلمة (مهمش ) فاستطاع ان يبني لنفسة اسماً وسمعه طيبه ، وان يكون اب لمهندس ومدرس ودكتور، مسك سعيد هي المعروفة بمسك المقرمي، الناشطة الحقوقية، ورئيسة جمعية (كفاية)، ونائبة رئيس اتحاد المهمشين، وهي الصوت النسائي للفئات المهمشين، ومؤلفة لكتيب (ماذا يريد المهمشون في مؤتمر الحوار الوطني).

 مسك التي تؤمن بأن لون الجلد أسود أم أسمر هو خلق الله، ولأدخل للمهمشين فيه، تؤمن بأن أي مهمش قادر على أن يكون الأفضل، وأن يصنع لنفسه حياة تجعله مقبولاً في المجتمع .

مقالات ذات صلة