fbpx

هبه بين مطرقة الإعاقة وسندان المجتمع

المكلا / ناهد بلعلا

بين جدران القاعة الدراسة وفي نهاية المرحلة الأساسية المتقدمة استطاعت شابة الزهورية من أصحاب الهمم العالية أن تتحدي الإعاقة بشرف كبير لأسرتها وأهلها و هي تعيش مع أسرتها المكونة من الوالدين وشقيقتان وأخ صغير في وسط مدينة المكلا بمحافظة حضرموت.

في الوقت الذي يبادر فيه المعاقين على المنافسة على تحطيم المنجزات التعليمية استطاعت هبه مطيع باحاج من كسر إعاقة المرض وأن تجبره أمام صلابتها على الخضوع في مستنقع الذل والهزيمة.

وهبه متميز تعليما في جميع المواد الدراسية كما انها رفضت طلب الالتحاق بمدارس ذوى الاحتياجات الخاصة عبر جمعية الطموح للمعاقين وصممت على الالتحاق بالمدارس العادية، حيث التحقت بمجمع الزهراء التعليمة للبنات بالمكلا و يعود رفض هبه للالتحاق بمدراس ذوي الاحتياجات الخاصة كون المدرسة يوجد لديه باص واحد فقط يقوم بنقل جميع الطلاب حيث قد تصل لبيتهم في الرابعة عصرا متعبه وغير قادرة على القيام بالواجبات المدرسية و لكي تنقل رسالتها للعالم أن لا يوجد فوارق بين المعاق والإنسان العادي فقط بالعزيمة وقوة الإرادة.

هبه أخذت حرب ضروسة مع مرضها منذ طفولتها حتى وضعت الحرب أوزارها لتخرج منتصرة وسط فرحة أهلها ، وحكايتها هي مسيرة لآلاف من الروايات الخيالية التي تحاكي الإصرار والعزيمة والتحدي والطموح ،جعلت من فتاة في الخامسة عشر من عمرها أن تكون نموذج لتحدي حروب الإعاقة.

وهي تمتلك خط جميل جدا وتعتمد على نفسها بشكل كلي فلا يوجد بالبيت من يساعدها في المراجعة وحل الواجبات الدراسية والاستعداد للامتحانات بل تلجي إليها صديقاتها للمساعدة في حل بعض التمارين وكذلك شرح لهم ما لم تتمكن من فهما بالمدرسة وأصبحت أيقونة الصف في الذكاء .

هبه والإعاقة

أصيبت منذ مولدها بمرض يدعى ليونة العظام (Osteomalacia ) وغالبًا ما يحدث بسبب نقص حاد في فيتامين (د). ويمكن أن يؤدي لين العظام لدى الأطفال والشباب المصابين بلين العظام إلى الانحناء أثناء النمو، وخاصة في عظام الساقين الحاملة للوزن وعندما بلغت ستة أشهر تطور هذا المرض إلى هشاشة في العظام ( osteoporosis)، هو مرض روماتيزمي سببه انخفاض في كثافة العظام أو رقاقتها بالهيكل العظمي…

و نظرا لتعرض الطفلة لمرض هشاشة العظام فقد تعرضت للكسر في العظام أربع مرات نتيجة لضعف العظام ولان هباء صاحبة عزيمة للتعليم و قاومت الإعاقة التي تتركز في الفخذين .

هبه والتعليم

تذهب للمدرسة على كرسي متحرك وهو يتعرض للأعطال وقامت بتغيرها أكثر من مرة كون الطريق من وإلى المدرسة غير ممهدة وكثيرة الحجارة

والد هبه يعمل سائق في جمعية القلب وهو يجاهد لمساعدتها بالإضافة إلى جمعية المعاقين حركيا التي تكفلت بمصاريف المدرسة لمدة عامين ومنذ ثلاثة سنوات انقطعت تلك المساعدة والتي تبلغ 25000 ريال يمني وبرغم انقطاع الدعم المالي من الجمعية أصرت هباء على الاستمرار في التعليم وتطمح للحصول على الدكتوراه طب أسنان.

ومن الصعوبات التي توثر كثيرا على نفسية هبه أن زميلات يتذمرن عليها كون إدارة المدرسة تبقي الطالبات في نفس الصف لثلاث سنوات على التوالي مراعاة لحالتها الذي يقع في الطابق الأول من المدرسة وهو الصف الوحيد القريب لدخول كرسي الإعاقة وتطالب الطالبات الإدارة بتغيير الصف لآخر في الطابق مرتفع لكن هبه لا تستطيع الطلوع بسبب الإعاقة وتحت ضغط أولياء أمور الطالبات رضخت إدارة المدرسة لطلب الطالبات – بدلا من وجود حلول مستدامة لحالات الإعاقة بالمدرسة – وأبلغت أسرتها ان المدرسة لن تقبلها العام القادم بسبب نقل الطالبات من الصف وان عليهم إيجاد بديلا آخر لكن هبه رفضت الاستسلام وقررت ان تذهب لإدارة التربية للتظلم وإنها لن تيأس حتى لو كلف الأمر ان يصل صوتها لوزير التربية أو رئيس الجمهورية ،عام شاق قادما لهبة الرافضة للحرمان من حقها في التعليم.

هبه وعيون نحو المستقبل

ما انفكت تفكر بالمستقبل وما لديها من طاقات مخزونة فرغبته بالرسم وكتابة القصص تريد ان تنطلق لكنها م تجد المناخ الخصب لنمو تلك المواهب حيث تخفي رسوماتها عن العيون وتكتب لكن تجد العجز عن كتابات ما تريد وكم تتمنى ان يكون لديها حاسوب لإنشاء مدونات خاص هبها وان تكون لديها صفحة على الفيس بوك .

تضيف صاحبة 15 رييع انها تتابع بشغف الأحداث السياسية التي تمر بها اليمن خاصة والوطن العربي بشكل عام وحتى العالم وإنها تتم ان يعم السلام العالم وكم يحز في نفسها الحرب المدمرة التي تشهده اليمن وتتمنى ان تشرق شمس السلام من جديد وتعود لبناء الوطن لأنه تراء بعودة السلام لليمن سوف تهتم الدولة بالمعاقين وتهتم بدمجهم في الحياة كما هو في معظم دول العالم .

تتمنى هبه أن تسن هناك قوانين تصب في مصلحة المعاق، إضافة إلى أنها إلزامية على الجهات التنفيذية، ويجب أن تكون كل مادة صيغت خصيصاً لسد احتياج معين من احتياجات المعاقين.كما تشجع كل معاق على عدم الياس مهما كانت الإعاقة لأنها ليست عيب ولا جريمة وانه من حقه ان يندمج بالمجتمع ولا ينطوي في زاوية الحزن والعزلة فالله سبحانه وتعالى ما حرم عبد من شنئ إلا وعوضه عنه بشي قد يكون أعظم مما عند الأصحاء بل قد يصل لحدود المعجزات لكن عليه أي المعاق ان يبحث عليه بنفسه وان يفجره ليظهره للعالم .

على المجتمع ان يعلم انه جل ما يحتاج إليه ذوو الإعاقة هو دعم معنوي ومجتمعي يشعرهم بالانتماء لبيئتهم ويجعلهم يفكرون في هدف معين يسعون لتحقيقه ومن هذا المنطلق نستطيع القول بأن فرصة عمل المعاق في بيئة عمل واحدة مع غيره من الأصحاء تعطيه أملاً مضاعفاً في تحقيق ذاته والشعور بأنه شخص مرغوب به وتحمسه على إخراج طاقاته وتفجيرها في شيء يفيده ويفيد المجتمع فالمعاقون هم أفراد يتمتعون بصفات عديدة في أحيان كثيرة لا تتوفر في الأشخاص العاديين.أعجبنيتعليق

مقالات ذات صلة