أيام كورونا .. ذكريات مؤلمة للفنانين اليمنيين

تعز/ محمد فرحان

منذ بداية انتشار جائحة كورونا في اليمن واتخاذ كافة الإجراءات الحكومية لمواجهة الفيروس 2020 أعاقت هذه الإجراءات البدء في إنتاج مسلسلات درامية يمنية وتحولت بعض الأفكار الإخراجية من عمل مسلسل درامي يتطلب مواقع تصوير متعددة لإنتاج هذه الأعمال إلى فكرة درامية أخرى يتم تصوير العمل في مكان واحد.

في إبريل 2020 كان هناك مسلسلان يمنيان سوف يتم البدء بتصويرهما في الأردن، الأول “عيال قحطان” الذي كان مقرر بثه على قناة المهرية، والثاني “ليالي الجحملية” وكان من المقرر أن يبث على قناة “يمن شباب”، لكن نتيجة فرض الحجر الصحي ومنع التجمعات والخروج، توقف العمل، وتحول الفنانون الذين كان مقرر أن يشاركوا في العملين إلى الحجر الصحي.

بطبيعة الحال كان هذا أمر مقلقًا للممثلين والممثلات، فهذا يعني عدم حصولهم على أجور، ويمثل خسارة لهم، ولكي يتم تجاوز هذا القلق حسب تصريح سابق للفنان فهد القرني قررت قناة يمن شباب حينها أن تنتج مسلسلًا بطريقة “ون لوكيشن”، وهو مسلسل جمهورية كورونا، حيث تم تصويره في عمارة واحدة، ولم يتطلب جهودًا ميدانية ومتطلبات مالية كبيرة، وهو بمثابة تعويض حسب أحد الممثلين، وكانت أجور الممثلين ليست كما كان مقرر أن يتقاضوها في مسلسل “ليالي الجحملية”.

كان هناك عروض لبعض الممثلين اليمنيين للعمل في مسلسلات درامية تصور خارج اليمن، يقول الممثل الفنان اليمني كمال طماح إنه وغيره من زملائه الممثلين لم يستطيعوا السفر في ظل الإجراءات التي اتخذت بإغلاق المنافذ الجوية في اليمن، وهذا حسب تعبيره، حرمه وزملاءه من العمل.

وتقدر خسارة الدراما اليمنية بسبب جائحة كورونا خاصة في موسم الإنتاج الدرامي برمضان 2 مليون دولار حسب الفنان والناقد الفني فائز الصالح.

وتقدر خسارة الدراما اليمنية بسبب جائحة كورونا خاصة في موسم الإنتاج الدرامي برمضان 2 مليون دولار

ويضيف الصالح أن معاناتهم في ظل الجائحة تمثلت في بقائهم في الأردن 8 أشهر بعد سفرهم، حيث كان مقرر تصوير عمل درامي، وبعد هذه الفترة سمح لهم بالتصوير فقط ساعات محددة، وهذا تطلب وقتًا مضاعفًا لإنتاج العمل، ما تسبب بخسائر مالية كبيرة، حسب الصالح.

ويضيف: ونتيجة إغلاق المطارات لم يتمكن ممثلون يمنيون من السفر، حيث كان من المقرر تصوير مسلسل غربة البن في الهند ولم يتم ذلك بسبب صعوبة وصول الفنانين من اليمن والفنانين اليمنيين المقيمين في مصر إلى الهند.

ويؤكد الفنان الصالح أن الإجراءات الاحترازية لفيروس كورونا أثرت فيهم اقتصاديًا وراكمت عليهم الديون ومثلت لهم حسب وصفة حينها ضائقة اقتصادية كبيرة.

ويؤكد الفنان الصالح أن الإجراءات الاحترازية لفيروس كورونا أثرت فيهم اقتصاديًا وراكمت عليهم الديون ومثلت لهم حينها ضائقة اقتصادية كبيرة.

من جهته قال الممثل الفنان توفيق الأضرعي إن إجراءات الحجر المنزلي التي اتخذت لمواجهة الوباء كانت من أصعب الأيام التي عاشها، مؤكدًا أنه تأثر بشكل كبير، حيث كان قد وقع عقودًا لإحياء فعاليات واحتفالات ونتيجة للإجراءات الاحترازية لم يستطع تنفيذ هذه الأعمال داعيًا الله أن لا تعود تلك الفترة لأنها كانت قاسية ليس على الفنانين فقط بل على الناس جميعا من جميع الجوانب الصحية والاقتصادية والمعيشية والنفسية.

الممثلة الفنانة سارة الآغا تقول لـ”مشاقر” إن فيروس كورونا واتخاذ إجراءات صارمة لمواجهة الوباء كان لها تأثير مباشر عليها وبقية زملائها، فالأجور التي كان مقرر أن تأخذها ونتيجة توقف التصوير في مسلسل عيال قحطان في الأردن، حرمتها من الأجور التي كانت ستستلمها، بالإضافة إلى أنها علقت في الأردن ولم تستطع العودة في ظل إجراءات الحجر المنزلي الصارمة.

والأقسى بالنسبة لها في ذلك الوقت هو خبر وفاة الفنان عبدالكريم مهدي الذي اشتركت معه في عدة مسلسلات، حسب حديثها.

وبدورها تصف الممثلة اليمنية مروى خالد في حديثها لـ”مشاقر” فترة جائحة كورونا أنها من أبشع الأيام في حياتها، مضيفة أن تأثير الجائحة عليها كان غاية في المعاناة ماديًا ونفسيًا.

وتقول مروى أنها كانت مرتبطة بالعمل في بعض المسلسلات الدرامية اليمنية وتوقف العمل، ولأن مصدر دخلها هي وزملاءها هو في التمثيل فقط، خلق ذلك واقعًا صعبًا ماديًا وعانى الممثلون الأمرين، حسب تعبيرها.

وتعتبر مروى أن تلك الأيام مثلت معاناة حقيقية لكل العاملين في الفن تتمنى أن لاتعود تلك الأيام.

كما أن مرارة استذكار تلك الأيام يأتي من ذكرى وفاة والدتها التي ضاعفت من وضعها النفسي ومعاناتها.

ورغم إجراءات كورونا الاحترازية إلا أن بعض المنتجين لم يوقفوا تصوير أعمال درامية داخل اليمن، حيث يقول الفنان اليمني الكبير يحيى إبراهيم لـ“مشاقر”: “بالنسبة لنا لم نتأثر من الجائحة وصورنا مسلسل “سد الغريب في منطقة حراز وكنا نذهب ولمدة شهر ونصف نذهب من صنعاء إلى مواقع التصوير”.

إنتاج متواضع

كان الإنتاج الدرامي عمومًا في ظل كورونا كما يقول الناقد محمد جازم متواضعًا، إلا أن معظم التجهيزات لتصوير بعض المسلسلات كان في وقت محدد قصير لا يتيح للمخرج إمكانية إعادة تصوير المشاهد أكثر من مرة ولا اختيار أكثر من موقع تصوير بسبب ماتم فرضه من إجراءات منعت التجول والتجمع.

“تم إنتاج هذا التقرير بدعم JDH/JHR صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا”

مقالات ذات صلة