fbpx

ريمه..مهاجل العلان موروث زراعي حافل بالغناء

ريمه/ فايز الضبيبي

“مهاجل العلان” من أهم المهاجل اليمنية المتعلقة بموسم الزراعة في محافظة ريمة غرب مدينة صنعاء،وهي محافظة جبلية تتميز بوفرة المدرجات الزراعية وكانت قديما من أكثر المناطق الزراعية التي تنتج الحبوب من ( الذرة والذرة الشامية ..)

يعود سبب تسمية هذه المهاجل بموسم علان كونها مرتبطة بالمزراعين، والتي يخرج فيها المزارعين باكرا “معلنيين ” في كل صباح إستعدادهم للحصاد، حاملين معهم ( الأكل والشرب وأدوات الحش)، ولا يعودوا إلى منازلهم إلا قبل الغروب، يغردون بأصواتهم جماعات وفرادا، مرددين مهاجل اشبه بإعلان زراعي غنائي ذا لحن موحد.

“مهجل علان” وبحسب مزارعين في ريمه يتم أدائه من قبل النساء والرجال في آخر مرحلة من الموسم الزراعي الذي يبدا مع بداية فصل الصيف وهطول الأمطار، ويبدأ المزارعين بتنظيف المدرجات الزراعية ثم حرثها،و متابعة الزرع حتى يكبر ويثمر ثم تأتي في الأخير مرحلة العلان وهي مرحلة حش الحشيش من الجبال والأودية والسهول، وانتهاء بمرحلة حصد السنابل والثمار وقحط النباتات والأشجار ونقلها الى المنازل، وهي نهاية الموسم الزراعي، ودخول فصل الشتاء وفي هذه الاثناء يؤدي المزراعين الحصاد وهم يهجلون بالعلان.

و لكل مرحلة مهجل أو مهاجل معينة لكن الأشهر هي مهاجل العلان المرتبطة بموسم الحصاد الزراعي ويأتي موسم العلان في ذروة فصل الخريف، والتي تستمر لما يزيد عن شهر،

ومن بعض المهاجل ..

يا شمس يا حادية.. يا ذي بجو السماء

سبحان من سيرك اا عيش ولا ملح لك

هذه السحابة عجيب من فوق قبر الحبيب

مبشرة بالمطر ورحمة الله قريب

يا صباح الرضى.. والخير على طالبه

يا طالب الرزق لا تطلب سوى العافية

والرزق يأتي من السيل والساقية

“يا صباح الرضا عليك يا طالب الله

طالب الله سَرَح وابليس لا ردّهَ الله

ويصف البردوني مهاجل العلان بأنها “أجمل الأهازيج بالبهجة، لأن هذا الموسم سخي بالعطا، فالهناءه تشع من كل حرف وتتمايل في خيوط كل صوت، وفي هذه الفترة يتحول كل مكان الى معازف بشرية

ويصف البردوني مهاجل العلان بأنها “أجمل الأهازيج بالبهجة، لأن هذا الموسم سخي بالعطا، فالهناءه تشع من كل حرف وتتمايل في خيوط كل صوت، وفي هذه الفترة يتحول كل مكان الى معازف بشرية.

يقول في هذا السياق الشاعر ياسين محمد البكالي جاءت المهاجل كأجمل ما انتجه اليمني من تراث شعبي، فقد شكلت وفق الأستاذ عبدالله البردوني الى جانب الزوامل والأغاريد أساس شعر العامية من الناحية التفاعلية ومن حيث اللغة ومن حيث النكهة.

و من جانبه يقول الشاعر محمود علي يحيى ستظل المهاجل حلقة الوصل الرابطة بين حاضر اليمنيين بماضيهم، في حين أن سماعها أو أدائها يخلق حالة شعور حقيقية بالانتماء للأرض والشعب والتاريخ، وتحقق الإحساس بالهوية المحلية الوطنية، وتوجد حالة من التقارب والتجانس بين اليمنيين،.

ويضيف في حين مثلت جزء من طرب اليمنيين وغنائهم اليومي، إذ أنها لا تختلف عن الأغنية النموذجية المغناة جماهيريا، وتلتقي معها في اللحن والطريقة والكلمة والموسيقى.

تميزت المهاجل اليمنية بتشابهها وتداخلها الكبير في معظم مناطق اليمن لاسيما المناطق الجبلية والزراعية، ويغلب عليها طابع الجماعية وحوارية الترديد، والتي غالبا ما يتم أداءها وترديدها بشكل جماعي في العديد من المناسبات والمجالات التي ارتبطت بها، في حين مثل حضور المرأة أهم سماتها، حيث عبرت المرأة من خلالها عن كل ما يخلج في نفسها من أحلام وأحزان وأفراح وشوق وعتاب.

تتعدد أغراض المهاجل بين مناجاة الطبيعة ومظاهرها المختلفة، لاسيما الشمس والسحاب والمطر والشجر والسنابل والسواقي والعيون والوديان والجبال، والحبيب والغائب، وقد ارتبطت تلك المناجاة بالزمن والمواسم الزراعة المختلفة، والحرث والبذر، وتسوية الزروع، والصراب، والعلان.

مقالات ذات صلة