fbpx

نهى.. بين مواصلة تعليمها الجامعي أو الإنفصال عن زوجها

تعز/ هيفاء العديني

“عندما عرف والد زوجي برغبتي باستكمال دراستي الجامعية، لم يهدئ له بال، تعرضتُ للإهانات، طردني من بيتي، ومنعني من أخذ أشيائي سوى الملابس التي أرتديها..” هكذا قالت نهى (اسم مستعار) ودموعها تملأ عينيها.

وتتابع نهى حديثها بحرقة: “عامان وأنا أعيش تحت رحمة والد زوجي، الذي منعنا حتى الانتقال لبيت آخر بعيدًا عنه بسبب سيطرته على جميع تفاصيل حياة أولاده، حتى أن بناته وأزواجهن لم يسلموا من جبروته والذي تسبب في طلاق اثنتين منهن”، تصمت لبرهة وتواصل: “إنها حياة مليئة بالعنف والإساءة”.

“عامان وأنا أعيش تحت رحمة والد زوجي، الذي منعنا حتى الانتقال لبيت آخر بعيدًا عنه بسبب سيطرته على جميع تفاصيل حياة أولاده، حتى أن بناته وأزواجهن لم يسلموا من جبروته والذي تسبب في طلاق اثنتين منهن”، تصمت لبرهة وتواصل: “إنها حياة مليئة بالعنف والإساءة”

يقف الجميع أمام رغبة نهى في مواصلة تعليمها، ومع أن أسرتها ليس لديها اعتراض، إلا أنها تركت هذا القرار لزوجها، وترفض الخوض فيه، وهو ما زاد من خوفها بأن تفقد هدفها في مواصلة تعليمها، حد تعبيرها.

وأكدت نهى بأن زوجها ليس ممانعًا من مواصلتها للتعليم الجامعي، إلا أنه التزم الصمت ووقف حائراً بين طاعة والده وبين تفكك أسرته، ولم تخفِ قلقها من ضغط والده عليه والانصياع لتهديداته وتنفيذ أوامره بالانفصال عنها.

تفاهم وترحاب

وبعكس حالة نهى، كانت أماني من النساء المحظوظات، فقد ساهم زوجها بشكل كبير بتيسير العقبات والتحديات أمام زوجته التي واصلت تعليهما الجامعي بكلية الشريعة والقانون بجامعه صنعاء، على الرغم من وضعهم المادي الصعب.

وتواصل أماني حديثها أنه لم يمر على زواجها سوى ثلاثة أشهر حتى بدأت امتحاناتها الجامعية، حينها كان زوجها متفهم لأهمية تهيئة الوقت والجو المناسب لمساعدتها على التركيز والشعور بحالة نفسية بعيدة عن القلق والتوتر.

وتقول أماني: “أشعر بالفخر بعد ستة أعوام من زواجي، أن زوجي كان داعم لي وساعدني بتحقيق أحلامي وطموحاتي حتى أكملت تعليمي وحصولي على فرصة عمل مناسبة”، حيث تعتبر أماني قصتها من بين القصص الزوجية الناجحة”.

“أشعر بالفخر بعد ستة أعوام من زواجي، أن زوجي كان داعم لي وساعدني بتحقيق أحلامي وطموحاتي حتى أكملت تعليمي وحصولي على فرصة عمل مناسبة”، حيث تعتبر أماني قصتها من بين القصص الزوجية الناجحة”

تكريس لوصاية الرجل

من ناحيته أرجع الباحث الاجتماعي إسماعيل أحمد، الأسباب التي ساهمت في تكريس وصاية الرجل على المرأة بشكل عام إلى الثقافة السائدة التي تمنح الرجل أولوية على المرأة، وأضاف: “مسألة وصاية الآباء على زوجات أبنائهم يعزى للسلطة الأبوية، وهي سلطة تستمد جذورها من مفاهيم تتعلق بالعادات والتقاليد التي تمنح الأب سلطة مركزية في الأسرة، بما في ذلك زوجات الأبناء”.

مؤكدًا بأن المجتمع اليمني تساهم بعض العوامل والعادات والتقاليد المجتمعية في حرمان الزوجات من الكثير من حقوقهن وانخراطهن في المجتمع، حيث يغلب الزواج التقليدي على الكثير من الطقوس المتعارف عليها في اختيار الآباء زوجات لأبنائهم دون الرجوع إليهم.

علاقة عكسية

ويرى إسماعيل بأن الاهتمام بتعليم المرأة، يسهم بالحد من ثقافة العنف ضد المرأة، وأن العلاقة عكسية بين التعليم ودرجة الوصاية على المرأة، معتبرًا أن “هذا يفسر حرص الآباء على حجبهن عن التعليم، فكلما زاد مستوى تعليم المرأة قلت أشكال الوصاية والسلطة عليهن”، مشيرًا إلى أن التعليم هو جزء من منظومة اجتماعية ثقافية، تتظافر فيها العوامل التي توزع الأدوار والوظائف في المجتمع على أساس الجنس.

وأختتم الباحث الاجتماعي حديثة بالقول: “ظاهرة العنف القائم على النوع الاجتماعي تنحسر تدريجيا مع خروج المرأة للعمل واعتمادها على ذاتها وتسجيل تجارب نسوية ناجحة في المجتمع، الأمر الذي يجعل من العامل الاقتصادي يحتل أولوية في هذا الجانب.”

*تم إنتاج هذه المادة ضمن مخرجات برنامج التغطية الإعلامية الجيدة لقضايا الصحة الإنجابية والعنف القائم على النوع الاجتماعي الذي ينفذه مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان.

مقالات ذات صلة