fbpx

(السيدة الراقية).. مركز لتدريب القوى الناعمة

صنعاء _ندى يحيى :

بمطلع العام 2018 تم افتتاح مركز السيدة الراقية للمهارات المتنوعة (خياطة، محو أمية، تمريض، تجميل وحرف يدوية) لم تتخلى الأختان (ليلى ومنال) عن طموح رسمنه وكافحن للوصول إليه ، وذلك بعد ما توفى والدهن فقررن البدء بمشروع لدعمهن واعانة كل من يسعين الى تمكين ذواتهن ، فقد عملن لما يقارب الثلاث سنوات لدى معامل خياطة لكي يجمعن اموال مشروعهن وفي النهاية استطعن فتحه، ولم تتوانى أي منهن من حينها عن صب كامل جهدهن للوصول بالمركز إلى الاشتراك في الفعاليات والمهرجانات المختلفة وتميزهن في كافة الأعمال المعروضة وحصولهن على جوائز عدة.
عبير إحدى المتدربات في قسم الخياطة عبرت بأنه ليس بالضرورة كبر الحجم أو الشكليات بقدر قوة التدريب والتدريب لديهن، وقالت” استفدت كثيرًا في أشهري الثلاثة بالمركز من أساسيات الخياطة وبراعة التدريب، وها أنا أفكر مع زميلاتي، بفتح مشغل خياطة بعد الانتهاء من التدريب في مركز السيدة الراقية”.
مديرة المركز (ليلى) ” المركز يقدم خدماته للإسهام بمحو الأمية للنساء، وإكسابهن مهارات حرفية “هذا ما ابتدأت به مديرة المركز(ليلى) الحديث عنه، واوضحت بأن هناك أقسام مختلفة، كالخياطة والتطريز، الكوافير، صناعة البخور والعطور، صناعة المعجنات والحلويات، والإسعافات الأولية.
وكذلك المركز يعمل على تدريب المستهدفات، ومن ثم تمكينهم من التطبيق على أرض الواقع عن طريق تنسيق المركز والتعاقد مع بعض جهات ومحلات مختصة في المجالات المذكورة.
وتنوع المركز بالأقسام لا يعني الاكتفاء بها فقط، بل يهدفون في الأشهر القادمة إلى فتح أقسام خاصة بالتصوير، والرسم.
من هنا نأتي الى الأختان (منال وفايزة) احدى النازحات من الحديدة والمنتسبات للمركز قبل عامين تذكرن بأنهن اتين للعاصمة بعد قصف حيهن وتضرر منزلهن فعانين كثيرا ولكن قررن ان يتحدين واقعهن فمنال تتحدث” تعلمت اساسيات الكوافير وتزيين السيدات بينما اختي تخصصت في النقش “، وبعد دراستهن لما يقارب العام قمن ببيع ذهب كن يمتلكنه، وفتحن مركز بسيط للتزيين السيدات، ويطمحن الى تكبير هذا المشروع، وتكمل ” لن أنسي دور المركز (السيدة الراقية) في تعليمنا واكسابنا مهارتنا “.
وعن كيفية اختيار المعلمات في المركز، تؤكد مديرة المركز ” هناك الكثير من المعلمات يتقدمن للمركز للتدريب، ولا اوافق إلا بعد مشاورة باقي الفريق لتحديد الانسب للمتدربات، لان الكثير منهن تهتم بالمادة أكثر من الرسالة التي سوف تقدمها “.
وتتابع: “خبرتي في الخياطة التي تمتد لـ 23 عامًا، أفادتني في اخضاع المدربة “المعلمة” لامتحانات مهنية في مجالي، وأختي في الحباكة والاشغال اليدوية، وإن لم تتوفر المدربة ننوب عنها حتى تأتي”.

المركز أسهم أثناء جائحة كوفيد19 بصناعة كمامات، بعد حصول المركز على طلب من وزارة الصحة وإدارة محو الأمية بوزارة التربية، مما قام المركز باختيار مجموعة من الطالبات المميزات لخياطة الكمامات وبمردود مالي ضئيل


وأوضحت ليلى بأن المركز أسهم أثناء جائحة كوفيد19 بصناعة كمامات، بعد حصول المركز على طلب من وزارة الصحة وإدارة محو الأمية بوزارة التربية، مما قام المركز باختيار مجموعة من الطالبات المميزات لخياطة الكمامات وبمردود مالي ضئيل.
وبينت ليلى بأن المركز عمل على اتباع الإجراءات الاحترازية والالتزام بمعايير السلامة، لتجنب الإصابة بالفيروس.
وأكدت مديرة المركز بأنها لم تتلقى أي دعم من المنظمات، ولم تتلقى أي منح لمشاريعها وأنشطتها.
وتشدد أستاذة الاقتصاد الدكتورة زمزم صالح على أهمية دور المرأة المنتجة في المجتمع، ودورها في المساهمة والتنمية وإلى احتياجها للمال وعدم الاكتفاء بمصدر دخل وحيد كما جرت العادة.
واعتبرت الدكتورة زمزم بأن اقبال السيدات على التعليم في مراكز محو الامية، وتهافت الفتيات للتعلم في الجامعات، جعل المرأة تشعر بأهميتها ومسؤوليتها في بناء المجتمع والاقتصاد كجزء أساسي فيه.
فتحية عبد الله رئيسة اتحاد نساء اليمن ترى ان السيدة اليمنية اصبحت أكثر فعالية من قبل، فقد ازدادت المشاريع النسائية بشكل ملحوظ حتى وان كانت صغيرة، فحاجت الافراد لتحسين دخلهم في فترة الحرب اجبرت كثير من السيدات على إدراك اهميتها في المجتمع، وكذا الانفتاح العام للعالم من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، والتعليم كل هذه الاسباب ساعدت النساء بشكل كبير


على المشاريع الداعمة لهن وللمجتمع.


حيث انه لا توجد احصائيات أو دراسات ميدانية من قبل وزارة الصناعة والتجارة أو الجهاز المركزي للإحصاء وحتى الصندوق الاجتماعي للتنمية، توضح مدى تأثير الحرب على المشاريع الصغيرة.
تمنت ليلى أن تتم دراستها الجامعية لكن الظروف المعيشية ووفاة والدتها اضطرها إلى الاكتفاء بالدراسة في معهد المعلمين نظام دبلوم سنتين، تخصص تربية رياضية، فقررت أن تصنع حلمها بيديها، وهي بذلك تساعد الكثير من النساء ممن لم تسمح لهن الحياة إكمال تعليمهن، بالالتحاق بمركزها، وتقول بأنها تطمح بتوسعته بفتح أقسام خاصة بالمهارات الرياضية، التصوير، والرسم، كون هذه مجالات لا يهتم القطاع التعليمي لها. وتضيف” كما أتمنى أن أفتح أكثر من فرع للمركز وفي أكثر من منطقة “.
وتختتم ليلى حديثها: “عند تخرجت أختي من الجامعة شعرت بإنجاز، طالما تمنينا تحقيقه، كما أود الإشارة إلى أن تسمية المركز بـ (السيدة الراقية) هو وفاءً وتقديرًا لوالدتنا المرحومة (سيدة) “.

مقالات ذات صلة