أريج، ومشروعها الذي تخطى الحدود
صنعاء / منيرة أحمد الطيار
مع اتساع دائرة الحرب في اليمن نتج عنها أثارًا اقتصادية، إذ بلغت تكلفة الفرص الضائعة في الناتج المحلي حوالي 66مليار دولار منذ اندلاع الحرب وفق تقديرات تقرير صادر عن قطاع الدراسات الاقتصادية بوزارة التخطيط والتعاون الدولي ومنظمة الطفولة “اليونيسف”.
مما تداعى الأمر لأن تصبح المرأة شريكا اقتصاديا فعال لتستطيع تدبر أمور المعيشة، فلجأن النساء اليمنيات إلى فتح مشاريع خاصة لتخطي حالة الفقر والعوز التي خلفتها الحرب.
أريج مثالاُ للنساء الرائدات
“أريج” احدى تلك النساء، فتحت مشروعها في ظل الحرب لتجعل نفسها مثلا للنساء الأخريات في تحدي أنفسهن وواقعهن ليصلن للنجاح.
لم يمنعها تخصصها الجامعي من أن تؤسس مشروعها الخاص في مجال آخر، وابتكرت له طرقًا جديدة حتى أصبحت رائدة أعمال.
أريج يحيى درهم الشيخ بكالوريوس لغة عربية، مؤسِسة مكتب لودي للضيافة وتعهد الحفلات.
بدأت من المنزل لتصل بمنتجاتها لفتح مشروعها الذي أكسبها شهرة واسعة تخطت الحدود اليمنية لتصبح سيدة أعمال وريادية في فترة قصيرة متخطية كل العقبات والعوائق.
بدأت أريج مشروعًا صغيرًا من منزلها بصناعة البخور والعطور والمخمريات كمنتجات عطرية، تقوم ببيعها، كانت بداية مشروعها في العام 2015م.
من الحلم إلى الحقيقة
تقول أريج ل (مشاقر): بأن منتجاتها وصلت إلى دول أخرى، وأنها اكتسبت شهرة عند قيامها بترويج ما تصنعه عبر منصات التواصل الاجتماعي، وتضيف:” كان لدي حلم أن اكون سيدة أعمال، فبدأت مشروع بصنع البخور والمخمريات والعطور من المنزل أبيعهم لأقاربي ومعاريفي، وتمكنت من تحقيق شهرة في وقت قصير، ورأيت المشروع يكبر، حتى تمكنت من تطويره وتأسيس محلًا تجاريًا”.
ساعد أريج في توسع مشروعها بتقديم خدمات مميزة، جعلها بعد ذلك تتخصص وتتفرد في تقديمها، وهو ابتكارها بتقديم أصناف من منتجاتها بطرق جديدة، ضيافة للأفراح بالبخور والعطور والمخمريات، مما نالت الفكرة قبول واستحسان الكثيرين كما تقول، وتضيف: “وبعدها تم توسيع فكرة الضيافة بشكل عام للأفراح والمناسبات، كما في الضيافات الخليجية الملكية VIP ، كتقديمي القهوة البدوية مع الشكولاتة، وتشكيلات من التمور، والتميز محليًا في ذلك، كما أن مشروعي أصبح يقدم خدمة تعهد وتنظيم الحفلات والمناسبات من البداية حتى النهاية سواء للحفلات الرجالية أم النسائية”.
وتشير درهم إلى أنها تمتلك طاقمين نسائي ورجالي، يتكفلان تجهيز الحفلات والأعراس التي تأتيها.
تنوعها الفريد في مشروعها جعل كل من يتعاملون معها سعيدين وراضين جدا عن التجربة كونها تقدم شيء جديد ومختلف في الضيافات للأفراح والمناسبات لم يعتده اليمنين من قبل وبشكل أنيق ومميز كما تصفه سرور عادل أحد عميلات أريج التي فضلت ان تعتمد على أريج في تنظيم حفل زفافها بكافة تفاصيله.
منظمات مجتمع مدني تسهم في تفعيل القطاع النسائي في المجتمع، من خلال برامج تمكن المرأة اقتصاديا ودعمها لتنفيذ مشاريع لها، وتوجيهها حتى تتمكن من إنجاح مشروعها.
تجارب وفرص وتطوير مشاريع
عدنان القصوص ضابط الاتصال في وكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر (smpes)، يقول ل( مشاقر): بأنهم يعملون على تمكين المرأة اقتصاديا عبر برامج عدة منها مشاريع تحسين سبل العيش ودعم القابلات في الريف ومشاريع دعم القطاع الخاص مشروع (بريف وومن) الذي يستهدف سيدات الأعمال من مشاريع خاصة، بهدف الاستمرارية، ودعم مشاريع النساء الذي تضررت جراء الحرب.
وأشار القصوص إلى أن المشروع استهدف 500 سيدة أعمال بغرض التدريب والدعم لسيدات الأعمال وتقديم منح مالية لهن تقدر بـ 5 ألف دولار لاستمرارية مشاريعهن وتطويرها، أريج هي إحدى المستهدفات.
تصف أريج تجربتها في المشروع بأنها رائعة ومفيدة لاكتساب تدريب بكيفية الحفاظ على مشروعها وخلق استدامة له، وتضيف: “كما مكننا المشروع من التعرف على شخصيات تجارية والاستفادة من خبراتهم، إضافة للدعم المالي للمشاريع من أجل استمراريتها وتوسعها بشكل أفضل”.
لتمكين المرأة اقتصاديا أهمية كبرى خاصة في ظل الوضع الاقتصادي والسياسي الراهن في الحرب، لتخفيف عنها أعباء المعيشة، والفقر، فالنساء يواجهن ضغط مضاعف عند غياب العائل بحسب الدكتورة لينا العبسي أستاذة علم الاجتماع المساعد بجامعة العلوم والتكنولوجيا.
وقالت العبسي بأن المشاريع النسوية الصغيرة والمنزلية لا تمتلك عصا سحريه لتغيير أحوال الأسر لكنها استراتيجية مهمة للاعتماد على الذات وتمكين المرأة وخلق الفرص أمامها، وإدماجها في المجتمع للتخفيف من حدة العنف الاجتماعي الواقع عليها.
وتتابع بالقول: بل وتعمل على تحصيل عوائد ومكاسب اقتصادية، فتحسن الوضع الاقتصادي يؤدي لتحسين الوضع الاجتماعي.
تحفز أريج النساء اليمنيات وتقدم لهن نصيحة وهي مبتسمة فتخبرهن: “لا تخفن من الفشل والمعوقات فأنتن تستطعن النجاح فقط عليكن التفكير مليا والبدء وفق خطة حتى وإن بدت لكن المعوقات كبيرة فستتجاوزنها حتما أستطيع التذكر انني مررت في بدء تجربتي بتحديات كبرى كالحصول على رأس المال اضافة لما سببته جائحة كورونا من اغلاق الصالات والحفلات وتوقفها كذلك مع تفاقم رقعة الحرب ومخلفاتها الاقتصادية باتت ظروف الناس الاقتصادية سيئة للغاية “.