قصص نجاح ملهمة.. نساء لا يعرفن اليأس
تعز/ أريج قائد
النساء الملهمات اللواتي نجحن في أعمالهن الشخصية نموذجٌ مُشرق للنساء القويات والمبادرات اللواتي يثبتن أنهن قادرات على مواجهة التحديات وتحقيق النجاح في مختلف المجالات. وقد عرفت محافظة تعز نساءً قويات نجحن في تحويل رؤيتهن وإلهام إلى واقع يغير المجتمع نحو الأفضل.
قصص ودوافع مُلهمة
إحدى القصص الملهمة قصة ماريا عبد الوارث، التي أصبحت سيدة أعمال بفضل فتح محل للتصوير في جولة وادي القاضي في محافظة تعز.
ماريا أم لطفلة تدرس في الصف التاسع، حيث تعمل في هذا المجال منذ عشر سنوات وتسعى بجد لإنتاج أعمال مميزة وتحقيقها في الوقت المحدد. في المنزل، تولي ماريا اهتمامًا كبيرًا بتنظيم أولوياتها وعدم تعارض بيئة عملها مع حياتها الأسرية. من بين الأسباب التي دفعت ماريا للاستمرار في العمل حبها الشديد للمهنة ورغبتها في ضمان سبل العيش، وخاصة في ظل هذه الظروف كما أفادت، وتضيف أنها ممتنة لدعم أسرتها التي تراها السبب الرئيسي وراء استمرارها في العمل.
وتتحدث السيدة الفت المشولي عن مشروعها الذي أسسته قبل حوالي 3 سنوات، حيث تعمل على تصميم وترتيب ديكور للمناسبات الخاصة. وتشرح كيفية عملها بالقول إنها تقسم عملها إلى قسمين؛ الأول يتعامل مع تجهيز الديكور لجميع أنواع المناسبات مثل الخطوبة، وحفلة العقد، وعيد الميلاد، وحفلات الأسبوع للأطفال. والقسم الآخر متخصص في تأجير المساحات وترتيب حفلات الزفاف، وتكون هناك فرق مختصة لكل مناسبة.
وتضيف أن السبب الذي يدفعها للاستمرار في العمل، ابنها الوحيد مروان، إذ يُعد نقطة ضعفها وقوتها، والسبب وراء إصرارها على الاستمرار. تمتلك القدرة على الوفاء بالمسؤوليات العائلية والمهنية. وإذا حدث أي تقصير في حياتها الأسرية، فإنها تهتم بوصفها أمًا وتغطي جزءًا كبيرًا من النقص الذي يحدث في واجبات الأمومة. وتقول إن الشغف الذي يدفعها لمواصلة عملها يعود إلى تحقيق حلمها، وبذلك تعبّر عن ثقتها في ضرورة أن يكون لديها إنتاج يومي في حياتها. ولكي تعيش حياة مستقرة، يتوجب عليها أن تحقق استقراراً مادياً.
في الإطار ذاته، قامت امرأة أخرى بمشروع يعكس العنف ضد المرأة العاملة. تدعى ملاك، وهي امرأة في الثلاثينيات من عمرها، نجحت في العمل بسبب التحديات التي واجهتها. بدأت في مشروع صُنع البيتزا في بداية عام 2023م، وحصلت على دعم وتشجيع من الأصدقاء. أطلقت على مشروعها اسم “بيتزا هوم”. عملت لمدة تقارب 3 أشهر، وكانت فترة سعيدة حيث تلقت رسائل إشادة من الزبائن، مما دفعها للاستمرار في العمل بشغف. هكذا وصفت ملاك تجربتها في مشروعها الخاص.
“عملت لمدة تقارب 3 أشهر، وكانت فترة سعيدة حيث تلقت رسائل إشادة من الزبائن، مما دفعها للاستمرار في العمل بشغف. هكذا وصفت ملاك تجربتها في مشروعها الخاص“
تحديات ومصاعب
تواجه ماريا العديد من التحديات، مثل عدم توفر الأدوات اللازمة لعملية تعكير الصور، وبسبب عدم استقرار العملة وصعوبة الحصول على مواد ذات جودة عالية وبسبب الاختلاف في العمل بين صنعاء وتعز، وارتفاع كلفة الإيجارات والكهرباء كل 3 أشهر، تواجه ماريا صعوبات كثيرة في استمرار عملها. ومع ذلك، فإنها تبذل قصارى جهدها لمواجهة هذه الضغوط وعدم الاستسلام لها.
أما عن التحديات التي واجهت أُلفت في بداية مشروعها، فكانت صعوبة إيجاد مكان لمحلها بسبب ارتفاع أسعار الإيجار، تمكنت أخيرًا من تأسيس محلها في شارع الهريش. وتضيف أنها تواجه صعوبات أخرى مثل التنقل بالسيارة أثناء العمل، وتتعرض باستمرار لانتقادات من المجتمع كونها امرأة. وتؤكد أنها لا يمكنها أن تتوقف عن العمل لأنها ترى ذلك فخرًا لها، وتقدر الدعم المعنوي الذي تلقته من إخوتها في كل الأوقات. وتعتبر دعمهم دورًا كبيرًا في نجاحها.
وتتحدث عن ملاك الصعوبات والتحديات التي واجهتها مما جعلها تغلق المشروع وهي بسبب التعليقات السلبية المستمرة من قِبَل أقارب زوجها الذين لم يؤمنوا بقدراتها ورغبتها في أن تكون امرأة مستقلة، بسبب رؤيتهم المختلفة لأهمية عمل المرأة، بحسب قولها. ولم تتمكن من الاستمرار في عملها واضطرت للتوقف بسبب عدم تحملها الانتقادات القاسية.
إحصائيات
تتحدث أروى العمري، مديرة إدارة سيدة الأعمال في الغرفة التجارية الصناعية في تعز، عن عدد المشاركات في الغرفة التجارية. توضح أن هناك 502 رائدة أعمال مسجلة بشكل رسمي في الغرفة التجارية، وتشير إلى أن العدد الفعلي أكبر، ولكن السجلات الرسمية تبلغ 502 فقط. كما تذكر أن هناك أكثر من 80 مشروعا تجاريا للسيدات توقف بسبب نزوحهن خارج المدينة، ومع ذلك، لا يزال مكانها مُتاحًا حسب قولها.
يتعرقل استمرار العمل بسبب تأثير الأطفال
بشرى الحجري، مرشدة نفسية، تتحدث عن هذا الموضوع وتقول عمومًا أن أغلب النساء يطمحن للتحقق من ذواتهن من خلال العمل، وأن نجاحهن يُعدُّ مقياسًا أساسيًا لشعورهن بالقيمة الذاتية. تروي الصعوبات والمعيقات التي تواجهها المرأة العاملة، بما في ذلك المشاكل الأسرية. تشعر المرأة بالسعادة والرضا في هذا السياق، حيث تسعى لتحقيق هدف معين، ولذلك فهي واعية تمامًا بأن لكل شيء جوانب إيجابية وسلبية.
بعض النساء يعتقدن أن أطفالهن يمثلون الدافع الأساسي لهن للمضي قدمًا في العمل، في حين ترى أُخريات أن أبناءهن عائقٌ رئيسي يؤثر على قرارهن بالاستمرار أو التوقف عن العمل، وتؤثر الآراء الاجتماعية في قرار هؤلاء النساء بالاستمرار في العمل أو التوقف عنه. تنتهي كلامها بقولها إن قدرات المرأة الفردية تتفاوت من امرأة إلى أخرى، وبالتالي فإن معظم النساء لا يزلن يعملن.