ارتبطت الموسيقى أو كما تسمى “لغة التعبير العالمية” بحياة الإنسان اليمني منذ القدم لتكون الوسيلة التي يعبر بها عن خلجات نفسه وينقل بواسطها مشاعره من حزن أو فرح.
فقد أظهرت الدراسات أن استماع الفرد إلى الموسيقى يشعره بالسعادة، ويساعده على تنظيم عواطفه، كما تساعد على الاسترخاء، وأشارت الدراسات إلى أن استماع الفرد لموسيقى يحبها أو تعجبه تدفع الدماغ إلى إطلاق مادة كيميائية تسمى الدوبامين، ذات التأثيرات الإيجابية على المزاج.
هناك العديد من انواع الآلات الموسيقية منها الوترية، الهوائية، الإيقاعية، والإلكترونية الكهربائية إلا أن الفن اليمني ارتبط بأنواع معينه من هذه الآلات وهي كالتالي
العود الصنعاني القديم:
العود اليمني القديم المسمى بـ “القنبوس” والمعروف في محافظة صنعاء بآلة “الطربي” هو قطعة واحدة منحوتة الجسم والرقبة من خشب شجرة الجوز الرفيع (نصف جذع).
يقطع الجذع بشكل طولي ويتم تفريغه من الداخل ليكوّن تجويف العود. وحده رأس العود يُنحت من خشبة منفصلة، ويضم المفاتيح التي تلصق فيه بلحام خاص يدعى “العقب”، وهو مصنوع من قوائم الأبقار. يغطى صدر العود برق من جلد الماعز، وفي جانبه الأيمن الخارجي يكون الزند الذي تثبت فيه الأوتار.
في بطن العود على الجلد توضع خشبة صغيرة تسمى “غزالة” وهي تحمل الأوتار مروراً إلى “المشط” في طرف الرقبة المرتبطة بالرأس، حيث المفاتيح التي تثبت عليها الأوتار.
المفاتيح في العود اليمني عددها سبعة، ثلاثة مزدوجة وواحد منفرد، تربط بأربعة أوتار طبيعية كانت تصنع من أمعاء الماعز، ويستخدم الفنان ريشة من ريش النسر للنقر على الأوتار.
إلا أن هذه الآله مهدده بالانقراض بعد أن هجرها المطربون اليمنيون واستبدلوها بالعود العربي فلم نعد نراها إلا في المتحف الوطني أو عند بعض المطربين والمهتمين بالتراث الموسيقي اليمني.
ألة القانون :
هي آلة موسيقية وترية من الآلات البارزة في التخت الشرقي والعزف المنفرد، وهي أغنى الآلات الموسيقية أنغاما وأطربها صوتا، حيث أخذت مكانا مرموقا بما تتميز به من مساحة صوتية واسعة، فهي تشمل على حوالي ثلاثة دواوين أي (أوكتاف) ونصف الديوان تقريبا، وبذلك فإنها تغطي كافة مقامات الموسيقى العربية، ولهذا السبب تعتبر آلة القانون بمثابة القانون أو الدستور لكافه آلات الموسيقى العربية.
و هي الآلة الأم والآلة الأساسية عند الشرق مشابهة بذلك آلة البيانو عند الغرب من حيث الأهمية، وذلك لاعتماد باقي الآلات الموسيقية عليها في ضبط ودوزنة ألحانها إضافة إلى تمركزها في وسط الأوركسترى العربية.
آلة الناي
هي آله مصنوعة من القصب المجوف مفتوحة الطرفين ذات صوت شجي لها ستة ثقوب من الأمام كل ثلاثة ثقوب مبتعدة قليلاً عن الثلاثة الأخرى وله ثقب رابع من الوراء في منتصف الناي وهذه الثقوب مفتوحة بموجب نسب حسابية مقررة حسب نسب السلم الموسيقي العربي.
من قواعد العزف على هذه الآلة أن يوضع الناي على جانب الفم وينفخ الهواء بزاوية 45 درجة في حافة الآلة وعلى حسب قوة النفخ يمكن التحكم في طبقة الصوت للنغمات .
وفيما يتعلق بتقنيات العزف على الناي، فهناك 3 تقنيات أساسية يحتاج العازف اتقانها. التقنية الأولى هي طريقة النفخ وهذه هي الصعوبة الأولى التي يواجهها من أراد تعلم العزف على الآلة. لذلك ينصح المبتدئين بتعلم كيفية إخراج صوت من الآلة قبل تمرينات إصدار الدرجات الموسيقية. أما التقنية الثانية فهي إمالة السبابة بأكثر من زاوية لإخراج الربع تون. والتقنية الأخيرة هي تقنية سد الثقوب بحيث ينتج الأصوات المطلوبة.
آلة الكمان:
تعد آلة الكمان آله وترية ذات أربعة أوتار, فهي من أشهر الآلات التي استخدمت في الموسيقى الكلاسكية ويوصف صوتها بأحن أصوات الآلات الموسيقية، ويرجع أًصلها إلى آلة الرباب العربية التي انتقلت مع العرب إلى الأندلس في القرن التاسع و تطورت فيما بعد.
الكمان أرقى الآلات الوترية ذات القوس، وهو الأكثر تعبيراً بينها عن الأحاسيس، وقد زاحمت هذه الآلة وأسرتها سائر الآلات الوترية، وأصبحت لها السيادة عليها منذ أكثر من قرنين.
وتعد هذه الآلة من أكثر الآلات الوترية تعبيراً لأن بإمكانها تجسيد كل التعابير الإنسانية وذلك بسبب تعدد تقنيات العزف عليها.