النزاع في اليمن يزيد معاناة ذوي الإعاقة
تعز/ نجوى حسن
“لا مستقبل ولا وظيفة ولا يقدم لنا أي اهتمام أو رعاية، أفتقر لأبسط الخدمات التي كنت أحصل عليها سابقًا، كالخدمات الصحية والتعليمية المجانية، وصرف رواتب المساعدات المالية“، هكذا يقول الشاب مجد القدسي من ذوي الإعاقة البالغ من العمر 25 عامًا من محافظة تعز (جنوب غربي اليمن).
وكشف تقرير لمنظمة العفو الدولية أن الأشخاص ذوي الإعاقة في اليمن والذين يقدرون بحوالي 4.5 مليون نسمة أي ما يقارب 15% من إجمالي عدد السكان كانوا من أكثر الفئات تعرضًا للإقصاء خلال النزاع، ووثق التقرير تجارب من يعيشون في مناطق النزوح، وكذلك من يعيشون في المجتمع الأوسع، تبيّن الشهادات التي جمعتها المنظمة مدى التحديات التي يواجهها الأشخاص ذوي الإعاقة، وهي تحديات تتفاقم أحيانًا من جراء تداخل عدة عوامل مثل النوع الاجتماعي والسن والأصل، بما في ذلك عقبات في نيل الخدمات الصحية والتعليمية وفرص عمل جيدة على قدم المساواة مع الآخرين.
ويضيف التقرير أن المنظمات المعنية بالأشخاص ذوي الإعاقة تواجه صعوبات جمة في سعيها لتوفير الخدمات الأساسية وذلك بسبب تأخر صرف الاعتمادات المالية والاستقطاعات من هذه الاعتمادات التي يفترض أن تحصل عليها هذه المنظمات من الهيئات الحكومية المختلفة.
وذكر التقرير أن من الصعوبات التي يواجهها ذوي الاحتياجات الخاصة في مناطق النزوح الوصول إلى المساعدات، بالإضافة إلى ظروف العيش غير الملائمة.
الحرب تتسبب في تراجع أعداد الملتحقين بالتعليم من ذوي الإعاقة
بحسب مدير صندوق رعاية وتأهيل المعاقين في تعز تسببت الحرب في تراجع عدد الطلاب الملتحقين بالتعليم بمحافظة تعز سواء في المدارس أو الجامعات إلى أكثر من 50%، حيث بلغ عدد الطلاب الملتحقين في التعليم في المدارس الخاصة والعامة في محافظة تعز قبل الحرب 2100 طالب وطالبة من ذوي الإعاقة ليتراجع العدد إلى 450 طالبًا وطالبة في العام 2021م على مستوى محافظة تعز.
أما فيما يتعلق بالملتحفين بالجامعات فقد وصل عدد الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة قبل الحرب إلى 400 طالب وطالبة ليتقلص العدد في العام 2021م إلى 135 طالبًا وطالبة.
وعن سبب عزوف الطلاب من ذوي الإعاقة عن التعليم يقول صبري المعمري مدير صندوق رعاية وتأهيل المعاقين في محافظة تعز: “سبب تراجع عدد الملتحقين في التعليم من ذوي الإعاقة تأثير الحرب على مدارس ذوي الإعاقة القريبة من مناطق المواجهات وكذا بعد المسافة التي سببتها الحرب بين منطقة وأخرى، إلى جانب توقف الدعم الحكومي”.
“سبب تراجع عدد الملتحقين في التعليم من ذوي الإعاقة تأثير الحرب على مدارس ذوي الإعاقة القريبة من مناطق المواجهات وكذا بعد المسافة التي سببتها الحرب بين منطقة وأخرى، إلى جانب توقف الدعم الحكومي”.
مجد القدسي من ذوي الإعاقة في تعز يقول لـ مشاقر: “من الصعوبات التي نواجهها: عدم وجود أقسام خاصة لنا في الجامعات الحكومية، ونزوح مترجمي الإشارة بسبب الحرب إلى خارج المحافظة، وكذا التدهور الاقتصادي الذي يزيد معاناتنا”
وبحسب إبراهيم المنيفي مدير التحرير الإعلامي في مركز ذوي الإعاقة: “تدهورت الخدمات بشكل مؤثر، وفي مقدمتها الخدمات التعليمية والصحية، وما يقدم لهم الآن هو فقط سلال غذائية لغرض التخفيف من المعاناة المعيشية رغم أنها توزع كل شهرين إلى أربعة أشهر”.
مبادرات شبابية مهتمة
أبدت بعض المبادرات الشبابية اهتمامًا بمشكلات ذوي الإعاقة كمبادرة وئام التي ترأسها عائشة جباري شابة من ذوي الإعاقة حيث نفذت عدداً من الأنشطة لمساعدة فئة الصم والبكم للتغلب على الصعوبات التي تواجههم بسبب الحرب حيث تقول عائشة: “لتحسين الخدمات المقدمة لذوي الإعاقة انتجنا فلاشًا يوضح معاناة الصم والبكم ونفذنا جلسات نقاشية واجتماعات مع السلطة المحلية في تعز لتحسين تلك الخدمات ومنها خدمة التعليم والصحة حيث حصلنا على توجيهات رسمية للمستشفيات الحكومية بتقديم الرعاية الصحية المجانية لذوي الإعاقة، إلى جانب الحصول على توجيه إلى مكتب التربية والتعليم بالمحافظة وجامعة تعز بتحسين الخدمات التعليمية المقدمة لذوي الإعاقة من قبل الدولة”.
ولم يقتصر دور مبادرة وئام على مناصرة قضايا ذوي الإعاقة لدى الجهات الرسمية بل نفذنا برامج صحية خاصة مع انتشار فيروس كورونا.
تقول عائشة لـ مشاقر: “أنتجنا فلاشات توعوية بلغة الإشارة لتوعية فئة الصم والبكم بطرق الوقاية من فيروس كورونا، ووزعنا أكثر من 3500 كمامة على الصم والبكم في مدينة تعز، وتوزيع 60 حقيبة صحية، ونشر دليل إرشادي لخطوات الوقاية من فيروس كورونا”.
وتضيف: “عملنا على إطلاق خدمة استشارة طبية بلغة الإشارة عبر تطبيق أنا طبيبك أنا معك، لتقديم الاستشارة الطبية لفئة الصم والبكم”.
ويقول شاكر الشرعبي – من ذوي الاعاقة إنه تدرب في مبادرة وئام الشبابية حول كيفية الوقاية من فيروس كوفيد 19، واستخدام التطبيق الاستشاري الخاص بإجراءات الوقاية من هذا الفيروس.