كيف كان تأثير كورونا على جودة العمل الدرامي في اليمن ؟
تعز| أسامة فرحان
بالرغم من امتلاك الدراما اليمنية ممثلين وفنانين ذوي قدرات هائلة، إلا أنها لم تصل إلى مستوى الدراما العربية ويعود ذلك لعدة أسباب، أهمها عوائق واحترازات فيروس كورونا (covid 19)التي طرأت على الساحة خلال العام الفائت وحتى اليوم.
فبعد أن كان انعدام الوقت الكافي لإنتاج الأعمال الدرامية وشحة التمويل أبرز الصعوبات التي يبرر بها المنتجون عدم ارتقاء الدراما اليمنية إلى المستوى المطلوب، أصبح هناك منافسًا جديدًا ففي ظل جائحة كورونا تتوالد الصعوبات أمام الممثلين والفنانين والجهات المنتجة لتضع أعمالهم تحت أمر واقع كورونا.
مسؤول المحتوى بقناة يمن شباب هارون الوصابي في حديثه لـ”مشاقر “ يقول أن من أبرز تلك الصعوبات عدم توفر بيئة إنتاجية ملائمة، وانقسام في التوجهات السياسية الحاصلة في اليمن بسبب الحرب، فهناك ممثلون لا يستطيعون التنقل من محافظة إلى محافظة أخرى للمشاركة في أي عمل درامي، علاوة عن المضايقات الأخرى التي يعيشوها.
ركود الإنتاج بسبب كورونا
وقفت جائحة كورونا عائقًا أمام بعض الأعمال الدرامية والمسرحية التي كانت من المفترض أن تعرض بشكل أوسع وأفضل مما عرضت عليه، ومنها الأعمال الدرامية لقناة يمن شباب الفضائية،.
أضاف الوصابي لـ”المشاقر ” أن مسار وخطة مسلسل كابتشينو الذي عرض بقناة يمن شباب هذا العام كان مرسومًا بشكل أوسع مما عرض عليه؛ لكن لعدم وجود متسع من الوقت، وبسبب كورونا اختصرت الفكرة وأعيد صياغتها للتصوير في مكان واحد ولوكيشن داخلي فقط حيث مزج العمل بين المسرح والدراما ليكون الأول يمنيًا.
كذلك مسلسل ليالي الجحملية الذي عرض هذا العام على قناة يمن شباب كان من المفترض أن يعرض الجزء الأول منه العام الماضي 2020م؛ لكن بسبب الحظر الذي فرضه انتشار كورونا وإنتاج المسلسل خارج اليمن، أعاق ذلك إنتاجه وتأخر لعام كامل.
ووضح الدكتور وسيم القرشي رئيس قناة يمن شباب الفضائية أنه على الرغم من أن إنتاج المسلسل امتد إلى سنة وشهرين تقريبًا لكن طول فترة إنتاج “ليالي الجحملية” لم يكن لتجويد العمل بل تخلله توقف إجباري أكثر من مرة بسبب كورونا وحصلت تقطعات سلبية بالتصوير.
ويضيف القرشي أن من المعوقات التي سببها كورونا أن الكومبارس كانوا محدودين في المشاهد العامة حيث كان من الممنوع التجمع لأكثر من 40 شخصًا في الموقع شاملة الممثلين والطواقم مما يقيد حركة الإنتاج واستقدام عدد كاف من الممثلين الثانويين.
وكان من ضمن الأعمال الدرامية مسلسل جمهورية كورونا والذي وصفه الفنان فهد القرني أحد أبطال المسلسل أنه عمل فني حقيقي صُوّر في حجر صحي حقيقي، فقد وجد فريق عمل المسلسل أنفسهم محاصرين في حالة حجر صحي في عمارة بالعاصمة الأردنية عمان.
أعمال لم ترَ النور
وأشار * الوصابي لـ”مشاقر ” أن جائحة فيروس كورونا تسببت بإعاقة إنتاج بعض الأعمال الدرامية، حيث أن هناك ممثلين كان لهم مشاركات سنوية في إنتاج بعض الأعمال ومن خلال شركات إنتاج تابعة لهم، لم نرَ لهم أي عمل، إلى جانب جائحة كورونا، لم تتمكن الشركات المنتجة للأعمال الدرامية من تصوير بعض الأعمال، لعدم وجود مناطق آمنة لتصويرها.
معاناة مستمرة
ومنذ زمن و معاناة الدراما اليمنية، مستمرة على كافة المستويات نتيجة استخدام الأسلوب القديم، التمويل السياسي وغياب التأثيرات، و غياب التخصص وغياب الاستقرار الذي خلفته الحروب والافتقار للتجارب بالإضافة إلى فيروس كورونا.. فمتى تستعيد الدراما اليمنية عافيتها؟
تم نشر هذا التقرير بدعم من JHR/JDH – صحفيون من اجل حقوق الانسان و الشؤون العالمية في كندا