fbpx

ما يرعب الأطفال فعلًا.. كورونا أم التوعية؟!

تعز/مبارك اليوسفي

في فترة سابقة تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة لأطفال وهم يمتنعون عن مصافحة أهاليهم أو السماح لهم بلمسهم وتقبيلهم، يظهر الأطفال وهم بحالة رعب حقيقية إثر التعبئة الخاطئة عن وباء لا يعرفون منه غير اسمه، إلا أن حالة الرعب تلك انعكست على حالتهم النفسية فيرى البعض أن التلقين الخاطئ الذي يمارس ضد الأطفال من قِبل أسرهم بشكل مباشر أو من قِبل وسائل الإعلام السبب الرئيسي وقد يكون له أثر كبير لحياة هؤلاء الأطفال حد توصيف مختصين بالجانب النفسي.ظلت رفيف محمد (5أعوام) تخشى من اقتراب أي أحد إليها أو تقبيلها لفترة طويلة، وتصرخ في وجه أي أحد يقترب منها وتقول إنها ستموت في حالة قبلها أي شخص أو اقرب منها، وتفر من الجميع، خوفا من الموت حد تعبيرها، لا تعرف هذه الطفلة شيئا عن كوفيد19 سوى ما قبل لها أنه قاتل.وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن المصافحة أو ملامسة الأسطح أو الأشياء الغير معقمة يعرض الشخص للإصابة بفيروس كوفي 19، لكن الكثير من الأطفال لا تأبه لهذا الشيء كمان أنها قد لا تستوعبه، الأمر الذي يجعل بعض أولياء الأطفال إلى ترهيبهم بغرض التوعية، غير مبالين بما قد تحدثه هذه الطريقة من أثر سلبي على حياة الأطفال.تظل الإشكالية هنا بكيفية إقناع الأطفال بهذه النصائح، ما يجعل الكثير من أولياء الأمور إلى ترهيب أطفالهم بغرض التوعية، حسب صادق الورافي (رب أسرة) فإن طريقة الترهيب هي الطريقة الوحيدة والتي يتخذونها من أجل إقناع أطفالهم باتباع طرق السلامة والوقاية من كوفيد 19، لكنهم لا يعرفون أنها قد تتسب في ندوب اخرى قد تظهر على تصرفات الأطفال لاحقا.ويتأثر الأطفال بشكل أو بآخر بهذه الطريقة لأنها تحتوى على رسائل سلبية من قبل أرباب الأسر، حسب ما أدلت به سحر شرف وهي مختصة في الدعم النفسي للأطفال، وتشير إلى أن الترهيب يجعل الأطفال تفقد نسبة كبيرة من الأمان الأسري الذي يفترض أن تحصل عليه ناهيك عن أنها قد تتسبب بفقدان الثقة بالنفس لدى الأطفال.الرسالة الإعلامية السلبية من جهة أخرى ساهمت الرسالة الإعلامية الموجهة على التأثير السلبي لدى الأطفال، ومع التطور التكنولوجي الحاصل وإمكانية وصول الرسالة الإعلامية إلى الطفل بكل سهولة، أصبح التأثير أكثر سهولة الوصول وانعكس بشكل سلبي عليهم.وتشير بعض الدراسات إلى أن وسائل الإعلام تساهم في تنشئة الطفل فالطفل يتأثر بها سلبًا أو ايجابًا وقد ذكر عالم الاجتماع الأمريكي تالكوت بارسونز في احدى مؤلفاته أن التنشئة الإعلامية الخاصة بالطفل تعتمد على التلقين والمحاكاة والتوحّد مع الأنماط العقلية والعاطفية والأخلاقية عند الطفل والراشد، وهي عملية دمج عناصر الثقافة في نسق الشخصية وهي عمليّة مستمرة. وترى سحر شرف أن الرسالة الإعلامية السلبية قد تخلق لدى المتلقي حالة من الذعر أو إدراكًا مشوهًا يؤدي إلى معالجة المعلومات بطريقة مشوشة فتخلق بذلك شعورًا مؤذيًا للذات ويسلك وفقًا لذلك حالة من التوتر والهلع من الفايروس ويحدث بذلك فجوة نفسية تؤثر في الجهاز العصبي والذي بدورة يؤثر بالجهاز المناعي ويخلق حالة من الإضعاف والإحباط ولهذا يحد الجهاز المناعي من كفاءته في القيام بدوره في مهاجمة الفيروس. من جانبها تقول الدكتورة سامية عبدالمجيد الأغبري رئيسة قسم الصحافة في جامعة صنعاء، أن الرسالة الإعلامية الموجهة للأطفال يجب أن تكون رسالة دقيقة ومختارة بعناية نظرًا لمراعات سن الأطفال وإلا سوف تنعكس سلبًا، وتضيف أن غياب المختصين في الجانب الإعلامي الخاص بالطفل أثر بشكل كبير على إرسال رسالة إعلامية مناسبة للطفل.وتؤكد سحر شرف أن حالة الذعر والرعب من الفيروس لدى الأطفال لم تأتي نتيجة الرسالة الإعلامية السلبية فقط، ويؤكد على أن التوعية الاسرية الخاطئة هي سببَا كبير في ما أصاب بعض الأطفال.وتعتقد منيرة أحمد (ربة أسرة) بأن الترهيب ضد الأطفال بغرض تنبيهم يعتبر وقاية من أجل توخي الحذر من الإصابة بالفيروس، وتضيف أن الأطفال لا يعرفون لغة النصائح من أجل وقاية أنفسهم لذا فنحن نلجأ لترهيبهم وهي الطريقة المناسبة، وتؤكد منيرة بأن الأطفال عناديين بطبعهم فنحن نضطر إلى كسر عنادهم بتخويفهم وتهويل الأمور نوقفهم عند حدهم.وتقول سحر شرف أن حالة ترهيب الأطفال بغرض التوعية قد تسبب لهم أعراض نفسية خطيرة وقد تضاعف تلك الأعراض فتصبح معقدة، وتشير إلى أن حالة القلق والانفعال والغضب وحالات التشنج والتبول اللاإرادي عند الأطفال تأتي نتيجة التوعية الخاطئة أو الترهيب من قبل الأهل، وتؤكد على أن هناك طرق سليمة يمكن أن نوعي بها الأطفال بعيدًا عن العنف أو الترهيب، مثل تعليمهم سلوكيات النظافة المنتظمة والوقاية من الإصابة بشكل سلس.

تم نشر هذا التقرير بدعم من JHR/JDH – صحفيون من اجل حقوق الانسان و الشؤون العالمية في كندا

مقالات ذات صلة