حضرموت – مريم المعماري
هدى الرادعي فتاة تبلغ من العمر 20 عاماً من اليمن تسكن في محافظة حضرموت من ذو الهمم صاحبة مشروع روح العطر الذي اشتهرت به منذ دخولها مجال رائدات الأعمال بمدينة المكلا.
وعلى الرغم من الإعاقة التي تجسدت بجسمها منذ ولادتها والنظرات القاسية للمجتمع الذي ينظر لها بنظرة دونية لأصحاب الاحتياجات الخاصة فقد تعرضت للكلمات القاسية والتجريح في أيام المدرسة وفي حياتها اليومية وعانت الفتاة الكثير من الصعاب والمعوقات التي واجهت إعاقتها إلا انها لم تستسلم وترضخ لها بل تحدت واتجهت بساقها مصدر إعاقتها نحو تحقيق هدفها واحلامها، لم تكتفي بدراستها الابتدائية وواصلت مسيرتها في التعليم الثانوي بعد انقطاعها لفترة من الزمن بسبب ظروفها الخاصة عادت من جديد وسجلت في ثانوية الميناء للبنات بمدينة المكلا للفترة المسائية لملمت جراحها ومتحدية إعاقتها وراسمة هدفها أمام ناظريها .
هدى الملقبة بصانعة العطور الجميلة ذات الروائح الفواحة، صناعة العطور هي موهبتها التي تمتلكها تصنعها بيدها وتختار تركيبتها الخاصة مستعملة حاسة شمها وحسها الإبداعي ولازالت تعمل بها إلى يومنا هذا.
تقول هدى :
“قررت أن أشتغل على نفسي لكي أصبح أمرأه لها مكانتها في المجتمع وقمت بفتح مشروعي الخاص وهو متجر أسميته بروح العطر عبارة عن عطور شرقية وفرنسية بالإضافة إلى العود فأقوم بشراء الزيوت الخاصة للعطور من المحلات وأصنعها بنفسي.”
تحكى هدى قائلة:
“لم تعقني الإعاقة من الموهبة والشغف الذي داخلي وانطلقت بفتح المشروع منذ 9\9/2020م ومن ذاك اليوم حتى الان أثبتت لنفسي بأنني جوهرة نجاح كبيرة وأصبحت معروفة لدى أغلب الناس باسم متجري “روح العطر” وهناك من يدعمني ويشجعني دائماً وهي والدتي وأرى ان سبب نجاحي بعد فضل الله هو حبي للعمل وكذلك أسعاري المناسبة ومدى مصداقيتي في العمل.”
وتضيف:
” أوجهه رسالتي للمجتمع وأقول لهم بأن الإعاقة ليست إعاقة بالجسد بل يبحثوا عما بداخلهم وأتقنوا ما تحبونه وسكونوا ناجحين بعزيمتهم وإصرارهم.”
هناء أحد زبائن لمتجر هدى تقول: ” لن أجامل عن متجرها لكن سأقول الحقيقة بالنسبة لتعاملي الدائم وأخد العديد من العطورات أرى أن هدى ليست فتاة تبحث عن المادة وأسعارها مناسبة كل ما يهمها هل العطر سيعجب زبونتها ام لا ودائم ما تقوم بابتكار عطر جديد تعرضه لزبائنها أرى بانها تحب عملها كثير ومجتهدة على نفسها وتعرض لنا أفكار جديدة في طريقة تقديمها لعطوراتها ستصل بإذن الله لم تريده يوماً من الأيام.”
أقرأ التالي
2024-09-04
المرأة بعين المجتمع حينما تعجز عن “الإنجاب”
2024-09-04
الفنان جمٌن.. وملامح صنعاء القديمة المشبعة بالضوء
2024-09-02
في زمن الحرب.. فتيات يرسمن السلام
2024-08-26
التمييز بين الأبناء في التعليم.. الفتيات درجة ثانية
2024-08-20
معرض “حاملات الشريم” في مدينة إب
2024-07-18
منتج يمني ضمن لجنة المحكمين في جائزة إيمي الدولية
2024-06-03
ورود “المشاقر”.. وسيلة تزيين اليمنيين حياتهم بالجمال
2024-04-18
آراء وتطلعات فنية شبابية
2024-04-15
حراك ثقافي إبداعي يمني في زمن الحرب
2024-03-08
مشاقر تشارك في مؤتمر المراكز الإبداعية لعام 2024 في اليمن