مكعس العروس ومشدة العريس

أحمد عبدالله قاره

عادات وتقاليد الأعراس في مدن وقرى تهامة خاصة واليمن بشكل عـام لا تـخـتلف كثيرا في مراسيمها الـعـامـة وإذا وجـدت بعض الـفـروق فـإنما تكون في الـفـعـالـيـات الـتـي تـسـود تلك المراسيم.

مـراســـيم ليلة الزفـة مثلا تزيين العروس والعريس بأجمل ما يجب أن يظهرا عليه من لبس ومـحـسنـات وطيـوب ..الخ لكن ما تمتاز به منطقة عن أخرى هو : عملية التزيين التي تتم وفق عـادات وتـقـاليـد المنطقة ومـوروثهـا الشـعـبي، وفي هذا الجـانب فـإن اجـمـل شيء يبعث على الإعـجـاب هـو المحافظة على الموروث حتى وقتنا الحاضر رغم الغزو الماكياجي الأجنبي وانتشار صالونات الكوافـيـر ومـا تبـثـه الفـضــائيـات التلفزيونية من إعلانات و ….. الخ وهذا ما يجعلنا نجـزم فـي الـقـول بأن الملامح الشعبية السائدة في حـيـاتنا المعاصرة في العروة المتينة التي تربطنا بماضينا وتراثنا الذي يجب أن نظل دوما متجددا فينا على امتداد العـصـور ذات تاريخ وحضارة وتراث.

ومـن أهـم مـظـاهـر الـزيـنـة للـعـروس ليلة زفـافـهـا إلى بيت عريسها “المكعس” وهو ما تقوم النسـاء بـإعـداده على رأس العروس وذلك على النحو التالي : –

يتم تضفير ضفيرتين من شعر العروسة ورفعها إلى الأعلى ملوى عليـهـمـا بـالـجـد وفي فروج التشفيـر يـتـم حـشـو بـاقـة من المشاقر المبتلة بالرياحين الزكية

بـعـد ذلك يـقـومـون بربط المحف، على جبهة الوجه بطريقة تبقـي حـبـوبه الفضية متدلية نوعا ما.. ومربوط بكامله بضفائر شـعـر الـعـروس بـجـده مـن اجل تثبيته

تأتي بعـد ذلك عـلـيـة ربط المكب في الجـبـهـة ووضع المخارصة والقل .. وأخـيـراً تتم عـمـلـيـة الربط الكلي لكمية كبيرة من الفل والمشكوكة في جده طويلة بالمحف والمكب وشعر العروس فيستقيم المكعس إلى الأعلى.. وكل هذه العملية تحدث دون الماكياج على وجـه الـعـروس مـاعـدا نقش الخضاب على وجـهـهـا ونـجـوم الـفـل فـي الآذان والاحــــــــــــرزة إن وجـدت تعلق على الـصـدر کالوسام.

وللمعكس أسـمـاء أخـرى في مناطق اخـرى مـثـل المكب في زبيد … ونادرا ما يحل محل المكعس شيء أخـر كـالتـاج المصنوع من الكريسـتـال الأبيض ..ولكن هذا لا يـضـفي أي مـشـاهـد مـمـيـزة للعروس كالمكعس..الذي يزهو بها مع تلك الفـضـيـات القـديمة والأصلية التي تلبس إلى جـانـبـه كالمخـارصـه والزنود والخلاخل والحجل..الخ فلماذا المكعس؟ وماهي ابعاده وقـيـمـه الـفـنـيـة والـجـمـالـيـة والموضـوعـيـة عن ذلك اجـابت علينا مجموعة من النساء وصبايا وأمهات ، قالت إحداهن : وهي من بنات المدينة المؤهلات دراسيا في ليلة عرسي كان المكعس ثقيلاً على رأسي ومـــؤلما لي ولكني كنت سعيدة به لأنه يجعلك تحسي انك عروس يدنية اصيلة 100 ٪.

وقـالت أخـرى :وهـي عـازبه لكنها متعلمة : أکثر ما يشد انتباه الـفـنـيـات الـعـازبات ويلهب مشاعرهن هو منظر المكعس على العروس ليش لأن المكعس تتجمع فيه أشياء كـالـ الفل الكثيف – المشاقر العاطره الطبوب الزكية – المحف – المكب – الخـلاخـيـل والمخارصة الفضة – الخضاب المدور الطرحـة، مـثل هذه الأشياء نستحي أن نلبسها في أيامنا العادية.

أما الثالثة وهي امرأة مـتقـدمـة في السن ولـهـا من الأولاد الإناث الكثير واغلبهن قـد تزوجن فقالت : الشيء الجميل في المكعس انه يعـود بالـواحـدة الـلي في سننا إلى أيام شـبـابهـا وليلة زفافها عندما تشـوفـه في أي مناسبة وعلى ذلك فـــــإن هذا الموروث الشعبي الذي يدخل في تزيين ، العـرائـس بـل ويشكل المادة الأساسية في ذلك يحمل في طياته المليئة بالألوان والظلال والطيوب والازاهيـر والحلي ونـقـشـات الخـضـاب مـا يـضـفي على العروس بهجة وإشراقا وتميزاً وأصالة وجمالاً طبيعياً خالي من أي مـحـسنـات مصطنعة او مـسـتـوردة في علب الماكياج الأجنبي التي أفسدت الجمالية الأنثوية وصبغتها بمساحيق ما انزل الله بها من سلطان .. فليظل المكعس تـاجـا من البساطة والـجـمـال يزين عرائسنا ويشـد رباطنا عاليا بماضينا الـعـريـق..

الشيء الجميل في المكعس انه يعـود بالـواحـدة الـلي في سننا إلى أيام شـبـابهـا وليلة زفافها عندما تشـوفـه في أي مناسبة وعلى ذلك فـــــإن هذا الموروث الشعبي الذي يدخل في تزيين ، العـرائـس بـل ويشكل المادة الأساسية في ذلك يحمل في طياته المليئة بالألوان والظلال والطيوب والازاهيـر والحلي ونـقـشـات الخـضـاب مـا يـضـفي على العروس بهجة وإشراقا وتميزاً وأصالة وجمالاً طبيعياً خالي من أي مـحـسنـات مصطنعة او مـسـتـوردة في علب الماكياج الأجنبي التي أفسدت الجمالية الأنثوية وصبغتها بمساحيق ما انزل الله بها من سلطان .. فليظل المكعس تـاجـا من البساطة والـجـمـال يزين عرائسنا ويشـد رباطنا عاليا بماضينا الـعـريـق..

ولنتق اللـه قليلا في انفسنا ونحـاول الإبتعاد عن الشـروط الذهبية في الزواج خصوصاً منها المحازم والاتباع والأيدي الجـريـحـة التي أدمت كل ما هو جميل في حياتنا العاطفية وخلقت فينا وللأسف الشديد مجتمعاً عانساً في معظمه ذكوراً وإناثاً .. وحـتـى نلتقي في حديث آخر عن “مشدة العريس”

هوامش المحف : هو مجموعة من حبوب الفضة مربوطة على شكل دائري تشبه دائرية الدف الصغير

المكب هم اسم المكعس في زبيد وهو جزء من عناصر المكعس في حيس مثلاً لأنه يعني مـجـمـوعة المخارصة والفل .. الفل يـحـتـاج المكعس لكـمية كبيرة منه تصل إلى أكـثـر من ۰,۰۰۰ ا حبه

مقالات ذات صلة