fbpx

هناء بين الحياة والموت الأسري

تعز- نجوى حسن

خرجت من بيتي مع اطفالي بدون شعور ولم أعلم الى اين اتجه هروباً من الواقع المرير الذي عشته” هكذا بدأت هناء اسم مستعار من محافظة تعز حديثها

فرت هناء من منزلها الذي تعيش فيه بسبب العنف اللفظي والجسدي الذي تعرضت من قبل زوجها لمدة عشرة سنوات

” عاملني طليقي بعنف واهانات وضرب مبرح لحد الموت في غرفة مظلمة ومغلقة مع أطفالي حتى يكون الضرب قاسي بدون معرفته الي أين تأتي الضربات ” حد تعبيرها

هنا أم لأربعة أطفال تتحاوز اعمارهم ما بين 15 إلى سبع سنوات، لكنها فقدت أحدهم بسبب العنف الجسدي الذي تعرض له “يظل يطردني ويطلقني، وفي حادثة قتل ابني

كنت في بيت أبي حتى يتم الضغط عليا للرجوع ظل يضربه ثلاث ساعات متواصلة الى أن فارق الحياة، ولم يكتفي بذلك بل جعل إخوته برمي جثة إلى الشارع لجعلها حادثة سقوط من أعلى السطح المنزل”

تعبر بمرارة ودموعها تذرف ” حرمني من ابني ومن العيش بكرامة وان فكرت برفع دعوة ضده، سيقوم بقتل أهلي وقتلي كونه لديه سلطة في مناطق سيطرة جماعة الحوثيين “

” عاملني طليقي بعنف واهانات وضرب مبرح لحد الموت في غرفة مظلمة ومغلقة مع أطفالي حتى يكون الضرب قاسي بدون معرفته الي أين تأتي الضربات ” حد تعبيرها

غياب القانون والحقوق

تتعرض الكثير من النساء للعنف الجسدي والنفسي والفظي، خصوصاً في ظل اندلاع الحرب في اليمن، وهناء واحدة من بين الكثير من النساء الآتي تعرضن للعنف دون أخذ بحقهن بالقانون المنصوص عليه

في السياق ذاته تؤكد المحامية غزة يحي ” تم سن القانون الوقاية من العنف الأسري رقم (6) عام 2008، لكنة لم يصدر، ولم يتم تطبيقه على أرض الواقع

وتتابع قائلة” لقد اتخذت الحكومة عداد من التدابير للمراجعة القانونية والوطنية المستقبلية بالمرأة في نطاق الأسرة والحياة العامة، الذي من شأنه حمايتهم من العنف الأسري، وتضمن عدد من الأحكام التي تكفل لجميع أفراد الأسرة الحماية من افعال الضرر

وترى الناشطة الحقوقية وداد البدوي “ان لا وجود قانون في اليمن ضد العنف الذي تتعرض له النساء، ولأتوجد مؤسسات تحميهم ولا مواد رادعه للعنف ضد النساء “

تتابع البدوي قائلة ” كثير من النساء تعرضوا للعنف وذهبوا إلى ساحات المحاكم وتم تعنيفهم ويعود السبب إلى القانون والأعراف الذي أعطى مطلق الاصلاحية الى ولي الأمر المرأة وهذه مشكلة” كبيرة حد وصفها

وتضيف البدوي ” أن العادات والتقاليد تمنع المرأة أو تستنكر أن تطالب بحقوقها في المجتمع اليمني باعتبارهم أن المرأة خرجت عن الطاعة وجرحت مشاعر الاسرة لمجرد انها تطالب بحقها، وتفرض احترامها او تمنع العنف ضدها الذي تتعرض له من قبل أسرتها وهذا ما يحدث للأسف الشديد في المناطق النائية، الاقل تعليما”

وتعتقد البدوي “أن دور المجتمع المدني هو التوعية، وقد ينقذ ضحية واحدة من بين الكثير من ضحايا العنف الأسري، لكن لا تستطيع المنظمات أن تقوم بهذا الدور لوحدها دون أن يكون هناك ثقافة عامة في المجتمع اليمني والمحلي، ولابد من وجود مؤسسة رادعة وجهات تضمن حقوق النساء وقانون منصف.

وناشدت يحيى ” الجهات المختصة ليس إلى تفعيل هذا القانون فقط، بل إلى إثرائه وتقوية مضمونة عبر الرجوع إلى المدونات القانونية العالمية والاقليمية، وهوما من شأنه أن يكون خطوة تشريعية مهمة تساهم في الحد من الظاهرة وترسي دعائم مجتمع سوي”

تتابع البدوي قائلة ” كثير من النساء تعرضوا للعنف وذهبوا إلى ساحات المحاكم وتم تعنيفهم ويعود السبب إلى القانون والأعراف الذي أعطى مطلق الاصلاحية الى ولي الأمر المرأة وهذه مشكلة” كبيرة حد وصفها

حرمت هنا من ابسط حق من حقوقها الزوجية، فقد عاشت بين الرعب والخوف وعدم الأمان، حتى من لقمه العيش حرمت منه “كنت اظل من يومين مع اطفالي بدون أكل اذا علم طلقي اني عملت واشتغلت حتى لا احرم اطفالي من المأكل والمشرب والكسوة، وان علم اني كسوتهم يقوم بحرقها وحري كل شيء في المنزل”

لم يكن لهنا سوى الفرار منه الى بيت اهلها لكنه استخدم القوة والعيار الناري حتى يعيدها الى المنزل، والعيش بين الخوف والرعب والتسلط لذكوري من قبل زوجها

الأثر النفسي الدائم

تنوعت أساليب العنف ضد المرأة في اليمن، وارتفعت نسبته بشدّة مع سنوات الحرب الأخيرة، فبحسب تقرير حديث لمنظمة “هيومن رايتس ووتش”، ازداد العنف ضد المرأة في اليمن بنحو 63% منذ تصاعد النزاع في سبتمبر / أيلول 2015، وهذه النسبة تضع الجمهورية اليمنية ضمن أوائل الدول التي تتعرض المرأة فيها للعنف.

لازالت هنا تعاني من مشاكل نفسية، فقد اصبحت عصبية جدا وتعيش في مراحل الاكتئاب النفسي الدائم الذي لم يفارقها

وتتذكر كل ما حدث معها وتقوم بالبكاء لأنها فقدت اطفالها

ويعيشوا حالياً في دار الرعاية والأحداث بقضية التشريد من المنزل وتعبر عن حالتها قائلة “كل يوم اتذكر كل ما حصل وابكي واتمنى رجوع اطفالي والعيش معهم في منزل واحد يجمعنا”

لم يكن هنا من تأثرت نفسيتها لوحدها بل تأثرت نفسيه أطفالها في ظل العيش مع والدهم الذي لم يرحمهم ويعنفهم دائما حد وصف هناء

وفي السياق ذاته يؤكد اخصائي الدعم النفسي فؤاد أبكر من محافظة الحديدة ” أن العنف أعراض العنف الاسري مؤثرة للغاية في نفسية افراد الأسرة واكثرهم الزوجة والأطفال”

ويضيف قائلاً العنف الموجه يولد الكراهية ويفقد الاسرة السكينة، ويغيب الحب”

وتروي هنا قائلة “لا اريد العودة اليه وحتى اطفالي لا يطقون ذكر اسم والداهم أمامهم فقد تأذت نفسيتهم واصبيو بالأرق والرعب الشديد منه “

يقول أبكر “أن نفسية الأطفال تتأثر وينشأ طفل معبأ بالكراهية لوالده وتكون حسب الضرر الذي تركه ممارسة العنف عليه من يمارس العنف”

ويعبر أبكر بأسف شديد “المشكلة في مجتمعنا أن العنف ثقافة مجتمعية وتجد كل الشرائح المجتمع تمارسه، من فئات المتعلمين والمثقفين وغير المتعلمين، ومن النخب السياسية”

وفي السياق تقول البدوي أن أغلب الناشطين هم من يمارسون العنف ضد المرأة، وعملهم مجرد جنى المال فقط

واستغلال قضايا المرأة للحصول على فرص عمل

ويشدد أبكر ” أن المجتمع اليمني بحاجة الى ثقافة بديل ترسى سياسية الحوار والحلول بدل من طرف ضحية وطرف جاني”

” أن المجتمع اليمني بحاجة الى ثقافة بديل ترسى سياسية الحوار والحلول بدل من طرف ضحية وطرف جاني”

وتختم هناء حديثها قائلة اتمنى أن أرى أطفالي متعلمين وتجمعنا بيت وأحد بعيدا عن العنف والتعذيب”

تم نشر هذا التقرير بدعم من JDH JHR صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا

مقالات ذات صلة