كيف اثرت كورونا على الإنتاج الإبداعي اليمني؟
صنعاء/ سحر علوان
خلال فترة انتشار فيروس كورونا توقفت الكثير من المجالات الحياتية، وأغلقت أبوابها تجاه الحياة، منها المستشفيات المدارس الحدائق، المواصلات الأسواق والكثير من نواحي الحياة الروتينية التي شُلت عن الحركة.
واجه العالم أثناء انتشار فيروس كورونا مستجدات عديدة على جميع الأصعده، إنطوت الحياة في الخارج لكنها كانت حاضرة بشكل قوي في الداخل، وكذلك صاخبة في عقول المفكرين الأدباء والكُتاب.
فكيف كان تأثير الجائحة على الإنتاج الإبداعي الأدبي اليمني؟
هل توقفت الإصدارات الأدبية أم إزدات .. هل قل الإنتاج الأدبي أم كان مع غزارة الأحداث حاضراً.. وكيف كان وضع الكُتاب والروائيين المبدعين، وإنتاج أفكارهم الأدبية حينها؟!
الجائحة كانت فرصة لإكتشاف الذات
يؤكد الكاتب والروائي حميد الرقيمي قد تكون جائحة كورونا ساهمت في تقليل الإنتاج الأدبي عند بعض الكتاب والروائيين والشعراء حيث تعرض بعضهم للإصابة بالفايروس ، وتوقف بعضهم بسبب المرض عن الإنتاج الإبداعي، تأثر بعضهم نفسياً بهذه الظروف المحيطة جراء الانتشار الواسع، وهناك فئة أخرى لكنها من جهة ثانية اتاحت إجراءات الحجر المنزلي عند بعضهم والبقاء في البيت ، واستغلال الوقت في الكتابة وظهرت كتابات وإنتاج ابداعي عرف بما يسمى “بأدب الكورونا”.
وتابع الرقيمي “هناك فئة من الكتاب لابد وأن قد تشكل هذه الظروف لهم دافعاً للكتابة، كما كانت الحرب بالنسبة لليمنيين وكتابها المبدعين دافعاً كذلك الجائحة كانت للبعض”.
وعن تجربته الكتابية في ظل انتشار فايروس كورونا يقول الرقيمي أن أوقات الحجر كانت فرصة له لاكتشاف الذات والتأمل ومعرفة أبعاد النفس حسب وصفه مضيفا انه استغل فترة الحجر المنزلي في الكتابة وخرج إلى النور في فترة انتشار كورونا بكتاب ” حنين مبعثر”.
“إن قدرة كل شخص في تحويل المعيقات الى إنجازات تختلف من مبدع الى آخر حسب القدرة النفسية التي يملكها المبدع، والتي من خلالها يستطيع تطويع إبداعه”. بحسب الظروف المواتيه حد تعبير الرقيمي.
“إن قدرة كل شخص في تحويل المعيقات الى إنجازات تختلف من مبدع الى آخر حسب القدرة النفسية التي يملكها المبدع، والتي من خلالها يستطيع تطويع إبداعه”
وتشارك الرقيمي الرأي نفسه الروائية اليمنية فكرية شحرة والتي اعتبرت فترة الجائحة أنها كانت غزيرة بالأفكار والكتابة، والأحداث المتتالية وكانت ملهمة بالنسبة لها وللعديد من الكُتاب وخلال فترة الجائحة تقول شحرة أنها أنجزت عملين كتابيين، إلا أنهما لم يريا النور بعد.
إصابات الكُتاب والروائيين بفيروس كورونا
لقد كان لانتشار الجائحة، وتعرض بعض الكُتاب والروائيين للإصابة بالفايروس او أحد افراد عائلاتهم بالإضافة إلى الأخبار المتواصلة حينها عن اخبار الموت جراء كورونا كان كل ذلك عوامل وأسباب في أن بعض الكتاب والروائيين والشعراء توقف عن الكتابة ولم يكن له خلال فترة الجائحة أي انتاج ابداعي كتابي.
وفي هذا السياق تقول “الكاتبة والروائية اليمنية” نادية الكوكباني : انها اصيبت في أبريل 2021 بفيروس كورونا وعانت من تبعاته ،كانت تجربة قاسية لها حسب وصفها بكل ما تعنيه الكلمة، وهي كما تضيف ما زالت حتى الآن تعاني من مضاعفات فايروس كورونا.
وتتابع الكوكباني ان فترة انتشار فايروس كورونا كانت عصيبة بالنسبة لها وتقول ” فقدت خالي أثناء الجائحة، ولم نستطع أن نراه حينها أو نودعه، وحتى أننا لم نستطع فتح باب العزاء بسبب الحجر المفروض حينها، كان وضع مأسوي أشعرني بالحزن”، حسب وصفها.
ولم تكن هذه الفاجعة وحدها التي اثرت فيها فقد توفت في نفس الفترة زميلة دراستها آمال نعمان، وتقول أن هذه الفجائع كانت شي صادمً بالنسبة لها.
تخيم الحرب على اليمنيين كجائحة أكبر
وبالنسبة للكاتب والصحفي عبدالرحمن بجاش كانت تجربته في ظل انتشار فايروس كورونا انه استطاع انجاز كتاب ” لغلغي في صنعاء ” ولم يتأثر نشاطه الكتابي بشكل كبير لكن يؤكد بجاش أن انتشار فايروس كورونا قد يكون اثر بالفعل على المشهد الإبداعي اليمني فقد اختفت أو قلت الأنشطة الإبداعية في ظل انتشار الجائحة واثرت بشكل مباشر على أوضاع وحياة الادباء والكتاب اليمنيين.
على الصعيد الآخر يقول بجاش تأثرت حياة الأدباء وتواصلهم بالأخرين لكن الحرب أثرت أكثر من الجائحة، ولا تزال تخيم على حياة اليمنيين كجائحة أكبر.
وانقطع التواصل بين المبدعين على الواقع من خلال الفعاليات الإبداعية بسبب الإجراءات الاحترازية.
ضعف وجود الأنشطة الأدبية
وعن دور وزارات الثقافة، وما الذي استطاعت فعله للجانب أدبي اثناء الجائحة.
يقول مدير عام مكتب وزارة الثقافة بالوادي والصحراء محافظة حضرموت”احمد عبدالله بن دويس: “لم تقم وزارة الثقافة باي إجراءات بديلة لأن الأنشطة اصلا معدومة إلا فيما ندر من ندوات أو ورش وغالبا خارج اليمن تتم عبر تقنية الزووم”.
“لم تقم وزارة الثقافة باي إجراءات بديلة لأن الأنشطة اصلا معدومة إلا فيما ندر من ندوات أو ورش وغالبا خارج اليمن تتم عبر تقنية الزووم”
ويفيد بن دويس”للاسف الإهتمام بالجانب الثقافي والإبداعي ضعيف في الظروف الاعتيادية فما كانت هناك أي برامج وفعاليات ثقافية بشكل منتظم أسبوعية أو نصف شهرية أو شهرية إلا فيما ندر لأسباب كثيرة لاتخفى على أحد واهمها تمويل تلك الأنشطة فموازنة مكاتب الثقافة بالمحافظات للاسف تشغيلية إدارية وهي في حدها الأدنى لكن لاتوجد موازنات مالية لإقامة أنشطة وفعاليات ثقافية تسهم في إبراز المبدعين ونشاطهم الإبداعي الأدبي والفني،
ويضيف أما في ظل جائحة كورونا فتم إلغاء أي نشاط لأي فعالية تؤدي إلى تجمع اكثر من شخص كإجراء احترازي، فكان هناك أنشطة تنظمها بالتنسيق والتعاون مع منظمات مجتمع مدني تعنى بالشأن الثقافي تم توقيفها لمدة تقارب العامين.
قيود الرتابة
لقد خلقت كورونا في اليمن واقع صعب استمر لاكثر من سنة كان لها تأثير نفسي على مختلف الادباء والكتاب اما بفقدان أقارب او أصدقاء بسبب الفايروس او بسبب الإجراءات الاحترازية التي قيدت حركة الادباء والكتاب وفي طبيعة الحال المبدع دائما يكره الرتابة والإجراءات الاحترازية قيدت المبدع اليمني بالرتابة وضيقت امامه فرص الابداع الكتابي ومن استطاع أن ينتج في تلك الفترة كان امامه تحد في تجاوز قيود كورونا النفسية والاقتصادية وماتم انتاجه في ظل كورونا قليل مقارنة بسنوات ما قبل كورونا رغم الحرب.
” تم نشر هذا التقرير بدعم من JDH JHR صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا”