إنعاش الموروث الثقافي اللامادي في تعز

تعز

من أهم الموروث الثقافي اللامادي في اليمن هي الألعاب الشعبية القديمة والتي كانت جزءاً من اهتمامات الأسرة الترفيهية في السابق وللأسف لم يعد لهذه الألعاب في الوقت الحاضر اي حضور ولا يعرف الاطفال هذه الألعاب القديمة، وهي تزيد عن عشرين لعبة في مدينة تعز وحدها.

ولذا حرصت مشاقرعلى إنعاش هذا الموروث الثقافي اللامادي من خلال جمع هذه الالعاب وتوثيقها بشكل مكتوب ومصور واحياء هذه الالعاب من خلال عدة أنشطة ميدانية وكذلك اعلاميا.

كانت البداية عام 2019 كمرحلة أولى تمثلت في توثيق خمس العاب شعبية بعد جمعها من خلال النزول الميداني وعمل جلسات بؤرية للكثير من الاسر والخروج بمسودة أولية تم ترتيبيها وتدوينها بكتيب .

وحاليا يعمل فريق مشاقر في توثيق عدد آخر من الألعاب الشعبية وهي ثماني العاب تم جمعها أيضا بالنزول الميداني للقرى القريبة من ريف تعز الغربي والالتقاء بأشخاص كبار في السن وتدوين هذا الموروث من خلالهم.

وهذا التوثيق ليس فقط مقتصر على جمع هذه الألعاب كتابيا بل توثيق ادواتها القديمة وتدوين كل التفاصيل المتعلقة بهذه الألعاب من حيث تسمياتها وطرق وقواعد لعبها.

وإنعاش هذا الموروث حاليا له أهمية كبيرة في كون الهدف من احياء هذه الألعاب هو ربط الأطفال بها كبديل عن الألعاب الالكترونية والبلاستكية التي تؤثر نفسيا وصحيا في الأطفال كون هذه الألعاب تنمي مهارات كثيرة في الأطفال فهي العاب جماعية تسهم في كسر عزلة وانطواء بعض الأطفال وتنمي فيهم روح التشاركية وصناعة القرار بالإضافة الى المهارات البدنية والتوزان والمهارات الأخرى الثقافية والحسابية وسوف يتم توضيح ذلك بشكل تفصيلي اثناء عرض كل لعبة على حده في حلقات متسلسلة في القادم.

سوف نفرد لكل لعبة شرح مكتمل مزود بفيديو تعليمي، وفي الايام القادمة سوف ينتهي فريق مشاقر من انجاز الكتيب الثاني في طريق إنعاش هذا الموروث الثقافي اللامادي وهذه المرة العمل على دمج هذه الألعاب في الأنشطة المدرسية والاسهام بشكل عملي للحفاظ على موروثنا الثقافي للأجيال القادمة.

واول لعبة هي لعبة ” الكبيش “

لعبة الكسيبة ” الخربب، الكبيش”

نوع اللعبة :

يلعبها الأطفال فوق سن العاشرة، ويلعبها الأطفال الذكور

 بدون الإناث، والعكس أيضا، ويلعبها حتى الكبار في الريف.

أدوات اللعبة :

حبات من القواقع “الصدفات” التي تتخذه الدودة الحلزونية حماية اها بعد أن تصبح فارغة، يتم وضعها وتوزيعها على 12 حفرة صغيرة على الأرض بشكل طولي بخطين متوازيين في كل خط 8 حفر، ويتم وضع 4 ً من القواقع في كل حفرة، وتسمى بيوتا ويلعبها 2 أو 3 أو4 أطفال.

طريقة أداء اللعبة :

بعد اقتسام البيوت بشكل متساو ً وتوزيع الخربب أربعا ً أربعا في كل بيت، يأخذ اللاعب خربوب أحد بيوته ويوزعها على البيوت التي على يمينه، والبيت الذي تقع فيه آخر حبة، تؤخذ حباته وتوزع على بقية البيوت، ويستمر اللاعب في اللعب إلى أن تقع آخر حبة لديه في بيت خالي، أو عندما يحصل على كسبة (نقطة)؛ وذلك بأن تقع آخر حبة في يده على بيت به ثلاث حبات، حينها ينتقل اللعب إلى اللاعب الآخر، وتعتبر الكسبة المتكونة ميتة إذا ما مر اللاعب عليها، مضيفا لبيتها حبة، لتصبح عدد الحبوب فيه خمسا ً بدلا من أربع.
وعموما فإن الفائز من يحصل على أكبر عدد من النقاط “الكباش”.
الجوانب التي تنميها هذه اللعبة :
تعمل هذه اللعبة على إكساب الطفل قدرات حسابية عالية، وتعليمه أن التملك يقوم وفق تدبير وحسابات دقيقة، لا بناء
الحظ وعامل الصدفة، وتعد هذه من الجوانب التعليمية، أما بالنسبة للجوانب النفسية فتعزز الشعور بالتميز على الغير؛ لوجود عنصرالربح، بالإضافة إلى تعزيز المستوى الاجتماعي العام للطفل، وأيضا تعمل على تحقيق التعايش بين الأطفال.
لمشاهدة اللعبة ..

مقالات ذات صلة