العابي… ذكريات الزمن الجميل

تعز/ أسامة فرحان

تعد الألعاب الشعبية جزءًا حيويًا من الموروث الثقافي لأي مجتمع، حيث تعكس تاريخه وقيمه وتقاليده، فهي تمتلك قدرًا كبيرًا من الأهمية في الحفاظ على الهوية الثقافية للشعوب وتمريرها للأجيال القادمة.

ولا تعتبر الألعاب الشعبية وسيلة للترفيه والتسلية فقط، بل هيَ أيضًا تعزز التواصل والتعاون بين الأطفال وتشجع على التفاعل الاجتماعي، وتعزز روح الفريق والتنافس الصحي، كما تساهم في تطوير المهارات الحركية والذهنية للأطفال وتعزز القدرات الاجتماعية والعاطفية لديهم.

لا تعتبر الألعاب الشعبية وسيلة للترفيه والتسلية فقط، بل هيَ أيضًا تعزز التواصل والتعاون بين الأطفال وتشجع على التفاعل الاجتماعي، وتعزز روح الفريق والتنافس الصحي، كما تساهم في تطوير المهارات الحركية والذهنية للأطفال وتعزز القدرات الاجتماعية والعاطفية لديهم

ولذلك، يجب على المجتمعات الإهتمام بالحفاظ على هذه الألعاب وتوثيقها وتعزيزها بحيث تظل جزءًا حيًا ومتجددًا من تراثها الثقافي.

وهذا ما عملت به منصة مشاقر ميديا، في إصدارها كُتِّيب (ألعابي) والذي يوثق الموروث الثقافي اللامادي المختص بالألعاب الشعبية.

كُتيّب ألعابي

يتناول كُتّيب (ألعابي) تصنيفًا شاملًا لثمان ألعاب شعبية مختلفة من الألعاب الجماعية والألعاب الفردية، بالإضافة إلى تضمينه صورًا توضيحية للألعاب، وشروحات مفصلة لطريقة لعبها والأدوات المستتخدمة بها.

كما يقدم الكتّيب قائمة من المفاهيم والمهارات التي تطورها هذه الألعاب لدى الأطفال مثل، التخطيط، والحساب، والقيادة، والإستراتيجية، وما تتضمنه هذه الألعاب من رسائل ورموز ثقافية تعزز الإنتماء والتعاضد والإحترام بين الأطفال.

وفي السياق تقول المختصة بالموروث الثقافي، سميرة القباطي خلال حديثها لـ”مشاقر”، إن إصدار كُتيّبات خاصة بالألعاب الشعبية يعد من أبرز الأنشطة والتي تحافظ على ألعاب غرست في كل ذاكرة ذكريات جميلة في سنوات الطفولة، ولما لها من أهمية في تعزيز التعاون والتفاعل الاجتماعي وزيادة التركيز واكتساب الذكاء لدى الأطفال.

وتضيف سميرة أنه لابد من الاهتمام بهذا الموروث الثقافي وتسخير الجهود في توثيق الألعاب الشعبية، وإعادة نشرها في أوساط المجتمع، لما تمتاز به من أهمية كبيرة للأطفال، وذكريات جميلة لمن كانت لهم قصص معها في ذكرياتهم الماضية.

وتشير آسفةً بالقول، “لكن في الوقت الحالي، بسبب عدم توثيق الألعاب الشعبية بشكل كافٍ، أو بالأصح إهمالها من قبل الجهات الحكومية، أصبح الأطفال مغمورين بالألعاب الإكترونية ويعشيون في عزلة داخل منازلهم، مما يؤثر سلبًا على نفسيتهم ويجعلهم يشعرون بالتعب”.

“لكن في الوقت الحالي، بسبب عدم توثيق الألعاب الشعبية بشكل كافٍ، أو بالأصح إهمالها من قبل الجهات الحكومية، أصبح الأطفال مغمورين بالألعاب الإكترونية ويعشيون في عزلة داخل منازلهم، مما يؤثر سلبًا على نفسيتهم ويجعلهم يشعرون بالتعب”

ومع ذلك، يعد توثيق التراث اللامادي في مدينة تعز محدودًا، حيث لا توجد جهة حكومية معنية بهذا الأمر. يتم التركيز بشكل أساسي على التراث المادي فقط، كما تؤكد سميرة.

وبحسب سميرة أنه في مركز التراث بالمدينة كانت مهمة المركز توثيق كل من التراث المادي واللامادي. ومع ذلك، تحول المركز إلى مركز شرطة بسبب الحرب التي اندلعت، وتعمل إدارة المركز على استعادته وقد تواصلت مع محافظ المحافظة.

وفي حال تم استعادة المركز -كما ترى سميرة- سيتم العمل على تنفيذ العديد من الأنشطة، بما في ذلك توثيق التراث اللامادي بجميع أشكاله، والتي من ضمنها الألعاب والملابس والأكلات.

اهتمامات وأنشطة ثقافية

وفي إطار ماتقوم به منصة مشاقر، من تنفيذ أنشطة خاصة في الموروث الثقافي اللامادي، نفذت المنصة آواخر يوليو الماضي ورشة تدريبية هدفت إلى الحفاظ على الموروث الثقافي اللامادي “الألعاب الشعبية” ودمجها ضمن الأنشطة المدرسية.

واستهدفت الورشة عدد 6 معلمات من مسؤلات الأنشطة المدرسية في ثلاثة مدارس بمدينة تعز جنوبي غرب اليمن، وركزت الورشة على أهمية إنعاش الموروث الثقافي اللامادي ” الألعاب الشعبية ” وتوثيق هذه الألعاب بشكل مكتوب ومرئي.

ووظفت هذه الألعاب كتعزيز نفسي للأطفال وما هي المهارات التي تنميها هذه الألعاب من مهارات ذهنية ورياضية وثقافية.

وجاء تنفيذ هذه الورشة ضمن مشروع إنعاش وتوثيق الموروث الثقافي اللامادي في محافظة تعز بالتعاون مع الشبكة الثقافية اليمنية وبدعم من معهد جوته الألماني وتمويل وزارة الخارجية الألمانية .

الجدير بالذكر أن مشاقر ميديا سبق وأن نفذت مشروع توثيق خمس ألعاب شعبية خلال العام 2021، في كتاب وإنتاج مواد تعليمية مرئية توضح طريقة أداء الألعاب و المهارات التي تنميها لدى الأطفال بدعم من منظمة شباب بلا حدود ومنظمة منظمة سيفرورلد

مقالات ذات صلة