هناء الشرجبي.. مُحيي التراث اليمني

تعز/ أسامة فرحان

“كنت مولعة بالموروث القديم وكل ما يتعلق بالتراث، وفي عام 2016، قررت تحويل هذا الشغف إلى عمل، وأصبحت عضوة في الغرفة التجارية لإدارة سيدات الأعمال، وهنا بدأت رحلتي كرائدة أعمال في مجال التراث.”

بهذه الكلمات ردت هناء الشرجبي ل”مشاقر” عند سؤالها عن بدايتها في العمل لأجل الحفاظ على التراث اليمني، والسبب الذي دفعها لأن تسلك هذا الطريق.

تعد هناء من أبرز النساء اللواتي يعملن في مجال الأزياء والإكسسوارات التراثية، كما أنها تهتم بتطوير الحرف اليدوية من الفخار وسعف النخيل، وتصميم أزياء عصرية بلمسة تراثية، وتختلف هناء عن البقية كونها تحبث دومًا في مجال الأزياء القديمة.

ولهناء مشاركات عديدة، أولها مشاركتها في الاردن مع منظمة طور مجتمعك، وذلك بتقديم فكرة مشروع تنموي ينتج عنه تعايش مجتمعي، والثانية كانت في مباحثات غير رسمية كصاحبة مشروع ريادي، والتي كانت في الأردن أيضًا.

أزياء تراثية على حافة الإندثار

تقول هنا في حديثها” لمشاقر” قمت بزيارات عديدة إلى بعض القرى في تعز، بحثًا في تنوع الأزياء، ووجدت هنالك بعض الأزياء التي شارفت على الإندثار، اقتنيت بعض منها، مثل الزي العمري الشيباني الذي تستمر فترة حياكته يدويًّا من عام إلى عامين.

“قمت بتشجيع الإعلاميات والفنانات مثل هاجر النعمان، وحنين الاغواني، والعنود، على ارتداء الزي، وكانت رغبتي فقط في إبراز هذا الزي، والذي بالفعل انتشر وانتشرت شهرته، وقامت العديد من الأسر بالعودة إلى الاهتمام بهذا الزي وارتدائه في المناسبات، بالإضافة إلى الزي الصبري بمختلف النقوش، تتابع حديثها.

أطلقت هناء مشروعها الخاص والذي أسميته “عسجتي” في فترة نزوحها بمحافظة إب، وتولدت فكرة مشروعها من شغف النساء في المنطقة بارتداء العسجة الصنعانية.

أطلقت هناء مشروعها الخاص والذي أسميته “عسجتي” في فترة نزوحها بمحافظة إب، وتولدت فكرة مشروعها من شغف النساء في المنطقة بارتداء العسجة الصنعانية.

والعسجة نوع من الربطات تُلبس على الجبين، بالإضافة إلى مَصَر يوضع على الرأس،

تكمل هنا، كانت النساء يرتدينها بالشكل التقليدي، لذا قمت بتجربة تغيير شكلها وإضافة لمساتي الخاصة، وقمت بإلباس صديقاتي هذه العسجة المعدلة، ولاحظت النساء الشكل الجديد للعسجة وبدأت أتلقى طلبات كثيرة لصنعها.

وتضيف، لكن عند عودتي إلى تعز، كان الطلب على العسجة ضئيلًا جدًا، لذا قررت إضافة الأزياء والإكسسوارات إلى تشكيلتي، ومن ثم أضفت كوشات التراث، وبذلك تطور مشروعي وتوسعت رؤيتي لتشمل أكثر من مجرد صنع العسجة، وأصبحت أقدم منتجات متنوعة تلبي احتياجات وأذواق النساء المختلفة، كما أنني أول من صمم الكوشة التعزي.

انتجت هناء العديد من الاكسسوارات التي تحاكي الشكل التقليدي مع إضافة لمسات عصرية، كما أنها صممت بعض الأزياء العصرية وأضفات إليها لمسات تراثية، كدمج خط المسند في تصميماتها للأزياء.

صعوبات وتحديات

تواجه هناء العديد من الصعوبات والتحديات التي تقف حاجزًا بينها وبين الكثير من الأفكار والإبداع التي تسعى لتنفيذها.

تقول هناء، تعاني هذه الصناعة من ارتفاع تكاليف الخامات لإنتاج السلعة التراثية، مما يؤدي إلى ضعف القدرة الشرائية للمواطن العادي، الأمر الذي يجعلني أنتج هذه السلع بكميات محدودة مما يؤدي إلى ضعف في الربح،

وتضيف هنا إلى مجمل التحديات والصعوبات، صعوبة التنقل في المناطق الريفية لأجل العثور على الأزياء التي تقترب من الإنقراض

مجمل التحديات والصعوبات، صعوبة التنقل في المناطق الريفية لأجل العثور على الأزياء التي تقترب من الإنقراض

وتوضح أن الجهود التي تبذلها في هذا المجال شخصية تقريبًا، باستثناء الدعم المعنوي الذي تحصل عليه من مديرة سيدات الأعمال، الأستاذة أروى العمري، والتقدير الذي يصلها من الذين يتلقون عملها.

وتشير أن صناعة السلع التراثية تحتاج إلى تدخل حكومي للتغلب على الصعوبات التي تواجهها.

وتختم هناء حديثها لمشاقر قائلةً: يمثل التراث المادي واللامادي واجهة ثقافية وطنية، ونحن نتحمل هذه الرسالة بكل قوتنا ونبذل قصارى جهدنا للمساهمة في الحفاظ عليها.

مقالات ذات صلة